
انتهاك خصوصيّة بـ 115 ريال
فضائح وأسرار على حسابات التواصل
تحقيق: سارة الشريف
أسئلة يُقدّمها مُحبط ليُجيب عليها جاهل. ومشكلات تخرج من نفق السريّة لتذاع بـ 115 ريال على الهواء مباشرة. وأشخاص بأسماء مستعارة يتقمصون دور الطبيب النفسي ويرسموا للسائل طريقا شائكا يقوده –إن جاز وصفي- للهاوية.
بالتدريج تحملك بعض حسابات التواصل الاجتماعي إلى مصير غير مأسوف عليه وتنقلك -دون أن تدري- لنفق المرض النفسي وربما لهاوية الخلاص من الحياة.
حسابات خاصة -تم تدشينها في غفلة من الرقيب- تستقطب المٌطلقات والأرامل والمراهقات والمُتحرش بهم وذوي المشاكل الزوجية وكثيراً من أصحاب العُقد النفسية ليكشفوا على صفحاتها ما شاء لهم من أسرار ويسألوا ما راق لهم أيضا من أسئلة بلا حاجز أو ساتر من خجل.
الصُدفة قدّمت لي أحد هذه الحسابات والفضول الصحفي قادني للمشاركة فيه رغبة مني في التعرف على تفاصيل هذا الحساب الملغوم بالأسرار والحكايات والذي أوشك متابعوه على تخطّي سقف النصف مليون.
3 مفاجآت
أولى المفاجآت تمثلت في طلب الحساب مبلغاً مالياً يتجاوز الـ115 ريال لمجرد الدخول والمشاركة والسؤال. ومن بعد توالت أمام عيني المفاجآت كشفُ للأسرار وانتهاك للخصوصية وتعريّة لحُرمة البيوت ومشاكل مفضوحة أمام الملأ وعلاقات وارتها الأيام لسنوات وكشف عنها الحساب في لحظات.
ومع سطحية المشاكل التي يقدمها المشاركون والتي تدور أكثرها في فلك الجنس وتجارب الحبّ والتحرش وكراهية الحياة والرغبة في الانتحار تتجلى المفاجأة الثالثة فيمن يجيب ويقدم الحلول. فالمتسيّد على عرش الإجابات متابعون يقدمون أجوبة عن جهالة بلا اكتراث منهم للعواقب التي تلحق صاحب المشكلة أمام الملأ.
كنت حريصة على التوقف أمام تفاصيل الحساب والتنقّل بين حساب وآخر ليتأكد لي في النهاية أنها حسابات ملغومة -ممن يبحثون عن مُحتوى بلا ضمير- تتغذي على أوجاع الجهلة والمُحبطين ومن ضاقت بهم ظروف الدنيا وعجزوا عن إيجاد حلول لمشكلاتهم.
قلبي يرتجف
وبعيداً عن المشاكل التي صدمتني والأسرار والحكايات التي أًجبرت على سماعها تأتي الأخطار التي يغفل عنها الأكثرية والتي بلغت من كثرتها ما يُرجف القلب وللأسف غاب عنها الرقيب الحازم.
الطلاق وتهوين الفضائح والتفكير في الموت والجرأة على الزوج واهتزاز الثقة وكراهية العالم وانكار الفضائل وارتكاب الرذائل -جنسا كان أو تحرشا- يبدأ من هذه الحسابات حيث تُقدم لك الطريق وتقودك للنهاية خطوة خطوة بشكل هادئ في توجه لا عنوان له إلا غسيل المخ”
أين الرقيب
أين الرقيب الذي يحمي نصف مليون إنسان من أكاذيب هذه الحسابات؟ أين المسؤولون النفسانيون ولماذا صمتوا عن الظاهرة المخيفة؟ أين الأخصائيون الاجتماعيون من دراسة هذا العالم الشائك الذي يلعب على وتر المهزومين ويبيع لنا الفضائح بـ 115 ريال؟
وعد الشريف: العقوبات تطال صاحب الحساب والمشاركين
من جانبها قالت المحاميّة وعد الشريف أن عقوبات مغلظة تنتظر مرتكبي هذه الجرائم كما أن هذه العقوبات لا تقف عند صاحب الحساب وحده وإنما تمتد إلى ما يكتبه كل متابع في التعليقات التي قد تمثل تحريضًا على ما هو مجرم شرعًا أو نظامًا. وقالت: أن السجن مدة لا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين لكلُّ شخص يرتكب أيًّا من الجرائم المعلوماتية الآتية: منها إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية أو أحد أجهزة الحاسب الآلي مؤكدة أن الجهة القضائية التي تختص بالنظر في الجرائم المعلوماتية، والحكم وما يترتب عليها، هي المحاكم الجزائية، والجهة المعنية بالتحقيق النيابة العامة.
من هم رواد الحسابات؟
• المٌطلقات
• الأرامل
• المُتحرش بهم
• المراهقات
• ذوو العقد النفسية
• صاحبات المشاكل من الزوجات
أبرز أخطار الحسابات
• كشف أسرار البيوت
• انتهاك الخصوصية
• هدم البيوت الآمنة
• تهوين الفضائح
• اشعال الرغبة في الخلاص من الحياة
• الجرأة واهتزاز الثقة وكراهية العالم
• ارتكاب الرذائل -جنسا كان أو تحرشا-
أبرز قضايا المشتركين
• قضايا التخبيب
• المشاكل الأسرية
• قضايا التحرش
• المشاكل النفسية والصحية