الصقيري يكتب:التعليم بعد كورونا

بقلم : ماجد الصقيري

 

وضعتنا كورونا فى اختبار استثنائي – هو الأول من نوعه – ونقلتنا – رُبما مجبرين – من عالم الدوام والمدارس والفصول المكتظة بالطلاب إلى شكل جديد لم نكن نألفه من قبل.

وعلى الرغم من حداثة التجربة إلا أننا تمكّنا  – في فترة وجيزة – من التعرف على تفاصيلها والإمساك بمفاتيحها وقيادتها بشكل يضمن لنا استمرار المنظومة التعليمية بشكل ناجح . وفي رأيي أن قراءة متأنية لمزايا التعليم عن بٌعد يجعلنا ننادى – معلمين وطلابا – بوضعها على قوائم التجارب القابلة للتعميم بعد انفضاء الأزمة وزوالها .

مزايا التعليم عن بُعد لم تقف عند ما أحدثه من نقلة عصرية على صعيد المعلومة والمنهج وطرق التحصيل بل أراها تقنية أثرت الأقتصاد وعزّزت مخزون الخزائن وقللّت الكلفة وأنهت ما يمكن تسميته بالإنفاق المحروق على المباني والدور التعليمية ليس هذا فقط بل رتّبت – بشكل نموذجي- دولاب الوظائف التعليمية ومنحت حق البقاء للأصلح والأكثر إجادة كل هذا يضاف لمواكبتها لعجلة العصر  ومساهمتها الفاعلة في الانتقال بالمملكة بشكل سريع لمكانها المنتظر والمأمول  ضمن قوائم العالم الأول.

التعليم عن بعد شكل أثبت ريادتنا  وقدرتنا على تحويل الأزمة إلى نعمة وفتح أمامنا خزانة الإبداع ودعانا للتشاركية في أسمي معانيها . ومع كل الغنائم التي حزناها من التجربة تكفينا الحالة التناغمية الفريدة من نوعها  بين المدرسة والبيت وكيف تحول الأب والأم إلى معلمين جدد يشاركون بقوة في تحريك القاطرة التعليمية للأمام .

انحيازي للتعليم عن بُعد مرجعة الأثر الإيجابي للتطبيق وتوقعاتي بتحقيق التجرية نقلة غير مسبوقة على كافة الصٌعد – اقتصادية وتعليمية واجتماعية .

تعميم التعليم عن بُعد  ليس قراري وما أنا إلا صوت منحاز لتجربة أثبتت ريادتها ونجاحها بشكل فاق ما كنا نأمله وننتظره .

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟