خليجي (25) إرثنا الرياضي المهدر

شهد استاد المدينة الرياضية بمدينة البصرة بالعراق، مساء الجمعة الماضية، مراسم حفل افتتاح بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الـ25، وسط حضور جماهيري كبير، وتضمن حفل الافتتاح عددا من العروض والمشاهد والفقرات التراثية، التي أبرزت العراق وجانبا جميلا من تاريخه وحضارته عبر لوحات فنية متنوعة.

هذا الإرث الخليجي الرياضي ظهر مجددا مع إطلالة العام الجديد، ورغم ذلك يرى عشاق ومتابعو بطولات الخليج أن البطولة فقدت شيئا كبيرا من بريقها، ويتجلى ذلك واقعا من خلال ضعف الاهتمام الإعلامي بمواكبتها، وتباين ملحوظ على مستوى المنتخبات المشاركة، فمنها من استعد بالفريق الأول، ومنها من شارك بالأولمبي، وآخر من شارك بفريق شاب.. وقس على ذلك، الأمر الذي أسهم في تحجيم دائرة الاهتمام والمتابعة الجماهيرية لهذا الحدث الرياضي الخليجي الكبير، والذي بدأ بفكرة من الأمير خالد الفيصل عندما أقيمت أول بطولة لكأس الخليج في دولة البحرين الشقيقة عام 1970، بمشاركة أربعة منتخبات هي: البحرين، الكويت، قطر، السعودية، وحصدت الكويت أول لقب لها.

بطولة كأس الخليج العربي، في نسختها الخامسة والعشرين التي تحتضنها مدينة البصرة، انطلقت في السادس من يناير، وتستمر حتى يوم 19 الجاري، ويشارك في البطولة 8 منتخبات، موزعة على مجموعتين، تضم المجموعة الأولى كلا من العراق وعمان واليمن والسعودية، فيما ضمت المجموعة الثانية منتخبات قطر والكويت والبحرين والإمارات.

سجل البطولة يتصدره منتخب الكويت بـ10 ألقاب، ويأتي بعده كل من المنتخب السعودي والقطري والعراقي بـ3 ألقاب، والإمارات وعمان بلقبين للبطولة، فيما حقق منتخب البحرين آخر ألقاب كأس الخليج العربي، والمتابع لهذه البطولة يلحظ غياب تطورها، ووضعها الذي لا يواكب الاحتراف الرياضي الذي تشهده دول الخليج.

المجالس في خليجنا تتساءل: هل سيبقى هذا الإرث الرياضي، أم سيتوقف كونها بطولة لم تحظ بالاعتراف من الفيفا، فيما تم اعتماد كأس العرب، وإن استمرت هل سيواكبها تطوير أم ستبقى محطة استراحة للتجارب واختبار المنتخبات، وإذا أردنا أن نحافظ على هذا الإرث الرياضي الأصيل لا بد من إعادة تقييم وتغيير من الاتحادات واللجان المعنية فيما يخص تشريعاتها، وضبط مواعيد إقامتها، والرفع من قيمتها السوقية، مع وضع معايير تخص أعمار المشاركين وغيرها من الأنظمة التي ترقى بالبطولة وتعزز أهمية مكانتها لدى الجميع.

نعود لـ«خليجي 25».. على صعيد المنتخبات المشاركة، يتطلع العراق صاحب الأرض والجمهور لتحقيق اللقب، ومن المتوقع أن تشهد البطولة العديد من المفاجآت، خصوصا منتخب البحرين (بطل النسخة الماضية) بقيادة مدربه البرتغالي سوزا، وسط تراجع مستوى منتخب الإمارات، وتقديم منتخبات الكويت واليمن وعمان مستويات رائعة.

ختاما.. مشوار منتخبنا الأخضر بقيادة مديره الفني الكابتن سعد الشهري، الذي يواصل نجاحاته في اختيار أفضل العناصر وتقديم أفضل المستويات، وجاءت نتائج منتخبنا في البطولة مطمئنة، بعد فوز مستحق في المباراة الأولى على منتخب اليمن، فيما خسر في الجولة الثانية أمام العراق، وسيلتقي في جولته الأخيرة في المجموعة مع منتخب عمان، ولا تزال جميع فرص التأهل للدور الثاني فنيا بيده.. كل الأمنيات لمنتخبنا بالتتويج بكأس البطولة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟