
تجربة سعودية. لماذا؟
بقلم: ماجد الصقيري
لم يكن فخرنا بالتجربة السعودية الحصريّة التي تم تطبيقها بحي سيّد الشهداء مرجعه تمسكها بالتراث والإرث المعماري وحفاظها على الذكريات التي ربطت الانسان بالمكان – حيّا وشارعا ومنزلا-فقط بل علت سعادتنا لأن المدينة المنورة موطن التجربة ومهد ميلادها الأول. انطلقت منها لتأخذ طريقها للتعميم في أحياء ومدن وبلدان داخل الوطن وخارجه.
وفي رأيي أن السبق في صناعة تجربة من هذا النوع يحمل دلالات لم يتعرض لها كثيرون ممن قرأوا التجربة ووقفوا على أثرها وتأثيرها ميدانيا.
فصنّاع القرار بالمدينة المنورة لم يسلكوا الطريق السهل والمتمثل في هدم المنازل وإعادة بنائها من جديد بل قرأوا الأماكن برؤية راعت الجانب الإنساني والتاريخي والجمالي أيضا ليتأكد لهم أن الهدم آخر طرق العلاج بل الحل الأخير الذي تسبقه حلول ابتكارية لايستطيعها إلا ذووالنظرة الثاقبة والإطلالة بعيدة المدى.
البيوت القديمة التي تهالكت جدرانها بفعل تعريّة الزمن لم تكن في عيون صاحب التجربة حوائط وأبواب وجدران بل تاريخا يحكي حقبا زمنية غالية على المدينة وأهلها لذا صعبا أن تتحرك جرافات الهدم لتدهس التاريخ ونحن شهود.
حضارة المدن لا تُقاس بالمباني ذات الواجهات الزجاجية بل تُقاس بقدرتها على الحفاظ على كنوز موروثها وتراثها وخطوط ماضيها لذا كانت التجربة جامعة بين ماض عتيق ولمسات عصرية تزيده جمالا.
الأحياء القديمة قصص قبل أن تكون شوارع وأزقة. وما أعظم التجربة وهو تمنح القصة أنفاس الحياة وتضمن لها مزيد من العمر والبقاء.
هل عرفتم لماذا سميت تجربة حصرية؟ لأنها حالت بين القصة والموت ومنحت الماضي الجميل عمرا أطول ليعيش بيننا.