انتخابات المدينة وميزانيتها المستقلة
بقلم : عبدالله الجميلي
* بالتأكيد الوطن وأبناؤه جميعاً في قَــلب اهتمام قيادتنا الرشيدة، التي تنظر للمناطق والمحافظات كافة بِـعَـيْــنِ الرعاية العادلة، وبالقدر نفسه تسعى في تنميتها، وتُــقَــدم لها الــدعم بشتى صــوره؛ ولكن الملاحظ خلال ســنَــوات مَـضَــت أن هناك تفاوت بين المناطق في مشاريع البنية التحتية؛ إذ بعضها يحظى كل عام بميزانيات ومشاريع كبرى في شتى المجالات، فيما غيرها نصيبه الأقَـل أو الـحرمان!
* ذلك التفاوت أو تلك الفجوة لها أسبابها، التي منها: أن طائفة من المتنفذين في مفاصل بعض الوزارات يسعون لِـدعم المناطق أو المحافظات التي ينتمون لها في مطالباتها، ويُسهِـلُــون حصولها على الاعتمادات المالية اللازمة بوضعها في قائمة الأَوْلويات أو الضروريات، بينما غيرها تضيع احتياجاتها في متاهات طابور الإجراءات الطويل، والبيروقراطية القاتلة أحياناً!!
* أيضاً من عوامل عدم اعتماد بعض المشاريع المهمة والحيوية في العديد من المناطق والمحافظات، أو تـأخر بعضها أو تعثره، محدودية صـلاحيات الإدارات الحـكـوميّــة فيها أعني (الـفــروع)، ورجوعها الدائم لـلوزارات الأُمّ في العاصمة (الـرياض)، التي بعضها قــد يكون مسؤولوها بعيدين عن نبض المواطن، وما يَـنشده، ويتطلع إليه!
* وهـنَـا وفـي ظِــلّ ما يشهده وطننا من حِــراك فَــاعِــل على كـافّــة المستويات بقيادة (سلمان الحَــزم والعَـزم)، و (وَلِـي العهد الأمين بِـفـكره الـطَّـموح)، وللـبحث عن معالجة ذلك الـوضع أرى تـجربة أن يــكون للمناطِـق مـيزانيات مُـسـتَـقِــلّــة، تُـضَــاف لها مواردها الـذاتية كـالاستثمارات والرسوم وغيرهما؛ على أن تُـقْـتَـرَحَ مشروعات الميزانية وبرامجها المختلفة من (مجالِــس إِمَــارَات المناطق)، وتـنـفّـذ وتُـصــرف بـحضورها وتحت رقـابتها المباشِــرة؛ أما (الـوزرات) فيـبقى دورها في ميدان التخطيط والإشــراف العام والإسـناد!
* فصدقوني (تلك المجالس) هــي الأقْــرب لاحتياجات المناطق والمحافظات، وهي العـيــن الحاضرة عــنــد التنفيذ، كما أن ذلك سيخلق تنافساً شـريفاً وصـادقاً بين المناطق في التنمية، وسيكون له أثـره الإيجابي في مجال تقنين المصروفات، وتـوفير ما يُـنـفِـق على اللجان المركزية في الوزارات، وما يترتب على زياراتها من انتدابات!
* وتلك الـخــطوة بالتأكيد لابد أن يسبقها تـوسيع صلاحيات (إمارات المناطق ومجالسها)، وتفعيل دورها، وإيجاد آلية واضحة لاختيار أعضائها، الذي أجزم أن الأنسَــب لها (الانتخابات)؛ لتكون أشبه بـ (البَـلَـديّــات