القرداحي لم يكذب!

بلغة المسابقات القرداحيّة دعوني أطرح اليوم السؤال.. كم تربح إذا رقصت على حبل الرأي -يمينا ويسارا- لترضى هذا تارة وتكسب ذاك تارة أخرى؟ كم تربح إذا عاديت من منحوك أموالهم لتشتري بذلتك ورابطة عنقك الأنيقة؟! كم تربح إذا استمعت لصوت شيطانك وأخرجت أنفاس الحقد من صدرك -نيرانا- في وجه الكبار؟! كم تربح إذا غيّرت مناهج الولاء التي أهديتها لنا -كذبا- لتبيعها اليوم لغيرنا؟

حنا ووليم وجورج ومن على شاكلتهم.. نماذج أعمينا أعيننا -طوعا- عن قراءتها لسنوات ليست بالقليلة، نماذج كنا نراها بعين فيما ترانا هي بعين مختلفة، ترانا خزائن تتحرك على الأرض، تمُد لنا الأيدي فنخجل أن نرد لها اليدّ خاوية بلا عطاء.
تصريحات صاحب “المسامح كريم” عن المملكة والإمارات وتصنيفه الحوثي بالحمل الوديع خرجت عن حدود الكرم والسماح وارتدت ثوب الخزي والعار، تصريحات صنّفت على ميزان الهوى لا ميزان العدل.

تصريحات أخرجها “القرداحي” ليشتري بها ولاءات حزب الله ويضمن بها البقاء -وزيرا- في حكومة لبنان المحترقة.
ومع محاولات الإعتذار التي نثرها على الوسائط والمواقع والصحف -نثرا- في محاولة منه لكسب الرضا من جديد إلا أنها جميعها لن يُعيد ماضي “الغفلة” الذي عاشه تجّار المملكة من أصحاب المال ممن أغدقوا عليه بسخاء فكان الجزاء صفعات.
عُقدة حنا ووليم وجورج.. عقدة قديمة حذّرنا منها كثيرا ولم يلتفت لصوتنا أحد.. عقدة من لن يرضوا عنّا بل عن طوني.

الإعلاميون العرب -على اختلاف جنسياتهم- طيور مُهاجرة بالرأي والفكر والقلم، ما غرّد بصوت الحق والعدل أحببناه وقدرناه وهم كُثر وما انتحى بعيدا كشفنا زيفه وصبرنا على عبثه عله يعود.

تصريحات القرداحي عن المملكة والإمارات لم تُغيّر مناهج الحق ولم تُبدّل قناعات العدل ولكنها فقط فضحته وعرّت رداءه وأثبتت للعالم كله أن ماسحي الأحذية لا ولاء لهم إلإ لمن يدفع ويحمي ويضمن الكرسي الوثير.

اليوم أصبح حريّا بالتجّار وأصحاب المال خاصة أن يتعلموا الدرس، وأن يستفيقوا من كابوس العطاءات السخيّة، وأن يدركوا أن الإعلام صنفان، صنف يكتب ما يري وصنف يكتب ما يشتهي ويتمنى.

القرداحي لم يخطىء كي يعتذر ولم يسقط سقطة جواد كي ينهض ويعود بل أخرج السموم من داخله ونقل ما استقر في الصدر للهواء الطلق والعلن.

القرداحي قال كلمته.. فماذا ستقولون؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟