عالية الرفاعي:بضاعتي تاريخ.ومكسبي 5 ريالات

أبيع لزوار سوق الليل التراث والحكاية

تقرير: سارة الشريف

 

بـ “حيّا الله من جانا” ..كانت استقبالها لـ “حديث المدينة”، ترحاب تعلّمته عالية الرفاعي -بائعة التراثيات- من والدها الذي سبقها -عُمرا- في نفس المكان بسوق الليل بينبع، ومع المكاحل والشمعدانات والسبح والمباخر التي أخذت مكانها على أرفف محلها بسوق الليل كانت حكاياتها الجميلة التي تُعيدنا أربعين عاما للوراء لنرى سوق الليل كما كان قديما، من أين كانت تأتي بضائعه ولماذا سُمّى بهذا الأسم ومن هم روّاده ومشتري بضائعه؟

عالية الرفاعي.. امرأة سعوديّة تملك شغفا وحنينا خاصا للماضى، تُحب تفاصيله وتعشق أيامه وتبيعه أيضا للناس تراثا وحكاية. وعلى الرغم من عملها بوظيفة حكومية بمطار ينبع لقرابة سبعة عشر عاما من عمرها إلا أنها جدّدت أيامها بعد تركها الوظيفة لتبدأ رحلة أخرى في حياتها مع التراث بكل أشكاله وألوانه.

بدأت غالية الرفاعي حكاياتها لـ “حديث المدينة” مع الجدّة التي ربتها على الصدق والصراحة والمثابرة ومع الأب الذي عملها فنون الترحاب قبل البيع والشراء ومع سوق الليل الذي اُغلق لأربعين عاما ثم أعيد تجديده منذ ثماني سنوات لتكون هي من أوائل البائعات فيه ومن ثم انعطفت لتحكي عن البضائع التي يعشق الزوار- وتحديدا الأجانب- حكاياتها ويقدرون قيمتها وذكرياتها وأخيرا عن رضاها بالمكسب القليل الذي لا يتعدى أحيانا 5 ريالات في اليوم الواحد.

غالية الرفاعي.. ترى في الورق والقلم الصديق الأمين ، تكتب على السطور ما ترفض أن ترويه للناس مؤكدة أن الورق يتحملها أكثر من البشر لافتة إلى أن بضائعها المتباينة بين المسابح والمكاحل والشمعدانات والبخور على اختلاف أنواعه ثروة لا تقدر بثمن لذا لا تكترث بكم تربح منها وتسعد كل السعادة متى وجدت لها مشترين.

الرفاعي.. بائعة التراثيات تسعد وهي تتكلّم بالأنجليزية مع سائح أجنبي عن السوق الذي سمى بالليل لظلمته -قديما- وتقدم حكايات التراثيات القديمة وقصصها الجميلة وتضحك وقتما ترى سعوديين يسألونها أسئلة سطحيّة عن بعض البضائع وكأنهم قادمون من كوكب آخر.

(لو كان بيدي لقدمت بضائع محلي “هديّة” لكل ضيف) هذه هي الكلمة التي اختزلت بها الرفاعي حكاية بيع التراثيات.. فالتراثيات في منظورها قصة زمن فللشمعدان لسان وللمكحلة حكاية ولكل سبحة تبيعها مع تاريخ وطن.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟