ماذا يفعل البليهشي؟
أمانات المدن هي الأكثر عرضة للنقد لطبيعة ما تقدمه من خدمات تتعلق بحياة المواطن اليومية وهي كذلك الأقرب لمقياس السخط . الأمر الذي لم تسلم منه أمانة المدينة المنورة خلال السنوات الماضية رغم المحاولات المتعددة للخروج من هذا المأزق إلا أن مشاكلها الداخلية وعدم ظهور جهودها أفشل هذا كله.
ولكن يبدو أن المؤشرات الحالية بعد تكليف المهندس فهد البليهشي أمينا لها تضعنا أمام مرحلة جديدة تنبئ عن اختلاف نوعي وكبير في معطيات المرحلة القادمة .
حيث كانت البداية من الداخل عبر ” فك ” حصار الموظفين بالبصمات الخمس أعقبها قرارات متسارعة تنظيمية تدمج بعض الإدارات وتٌلغي الأخرى ثم تنطلق لتعطي صلاحيات تفصيلية للبلديات الفرعية وتُلغي احتكار المكاتب الهندسية (للمرجعية) وتعود بالصلاحيات إلى أهلها والأقدر على فهمها.
وكأني أجزم بأن المهندس البليهشي كان يراقب الأمانة من بعيد وكأنه قد (فحص) بعض عللها فسارع في أول أسبوع له بتفعيل التواصل مع المواطن واستجاب للعديد من المقترحات التي تم تداولها إعلاميا.
ومن الواضح انها ليست ضمن سياسة (تحسين السمعة) بقدر ماهي رغبة في الإعلان عن مرحلة جديدة بقيادته.
خلال شهر واحد أحدث المهندس البليهشي كل هذا الحراك وأصدر جميع هذه القرارات ليرتفع معيار الرضا الداخلي والخارجي حتى الآن
ولأنه من العقلانية الانتظار وإعطاء فرصة كافية ووقت أكبر للحكم على أداء هذا الشاب الذي يتبوأ أحد أهم المرافق الخدمية بالمنطقة إلا إنه من الإنصاف أيضا التأكيد على أن كل هذه المؤشرات الإيجابية التي ظهرت خلال شهر واحد فقط تؤكد أن هناك مرحلة مبشّرة ستكون فيها الأمانة ( سند) للمواطن بعد أن كانت فقط ( رقيبة ) عليه . وسننتظر لنرى ذلك .
رئيس التحرير