
في اليوم العالمي للمتاحف.. الإنسانية تساهم في تعافي المتاحف!!
بقلم: حسان طاهر
يحتفل العالم في مثل هذا اليوم 18 مايو باليوم العالمي للمتاحف. والتي دأب على تنظيمه المجلس العالمي للمتاحف “ICOM” كل عام، وذلك بهدف إعلاء قيم الفن والذاكرة, والاحتفاء بأهمية المتاحف ودورها التوعوي والتعليمي والثقافي. وقد تم تحديد موضوع احتفالية هذا العام 2021 بعنوان: “مستقبل المتاحف .. التعافي وإعادة التخيل”
ومن عنوان هذا العام يتضح لنا حجم المعاناة التي تكبدتها متاحف العالم أجمع جراء انتشار جائحة كوفيد-19 العام الماضي, فقد كان عاما استثنائيا ومختلفا في كافة مناحي الحياة, فالجائحة لم تهدد حياة الملايين والمنظومات الصحية فحسب, بل خلفت متطلبات التعامل معها آثاراً عميقة في الاقتصاد وسبل العيش وأنماط الحياة اليومية. وضِمن هذا التأثير الواسع ألقت الجائحة بثقلها على القطاعات الثقافية والابداعية عالمياً, في موجات اغلاق دائم للمرافق الثقافية والمتاحف. بالإضافة الى تعطل عمليات الإنتاج في العديد من الصناعات الإبداعية, وإلغاء جميع المهرجانات والمعارض الثقافية.
لكن هذا التحدي الكبير أبرز جانباً يبعث على الأمل في خضم الجائحة, يتمثل في مرونة الفاعلين لاستكشاف البدائل, والاستجابة السريعة لهذا الواقع الجديد. فقد تفتحت حالة ثقافية عريضة على الانترنت, سواء في وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو, أو من خلال المواقع المتخصصة, وقد تنوعت الروافد الثقافية لهذه الحالة, فشملت العديد من الملتقيات وورش العمل والمسابقات والمعارض والمتاحف الافتراضية.
ومن هنا يأتي عنوان اليوم العالمي لهذا العام نحو دعوة عالمية للاستفادة من حالة الصحوة الثقافية الرقمية التي برزت خلال الجائحة لتمثل لنا فرصة كبيرة في إعادة تشكيل مستقبل المتاحف والمساهمة في تعافيها من آثار الجائحة. وأيضاً استغلال الخيال الحالم كمنصة مهمة لخلق الأفكار الملهمة التي تسهم في ابراز دور المتاحف نحو المجتمعات كمراكز علمية وثقافية مهمة لنشر العلوم والتعريف بالتراث الإنساني.
أخيراً .. لقد أصبحت رقمنة المجموعات الفنية أولوية لعدد متزايد من المتاحف حول العالم. نظرًا لكونها وسيلة تعزز من وصول الجمهور إلى الثقافة، فقد ثبت من خلال معايشة الجائحة أن نشر مثل هذه المجموعات على الإنترنت من خلال مواقع المتاحف والوسائط الاجتماعية والمنصات العامة أمر حاسم للتواصل مع الجماهير المختلفة. وأكبر مثال على ذلك هو التفوق المذهل لبعض التطبيقات الالكترونية المتخصصة في هذا المجال مثل ( Google Arts & Culture أو Europeana ), والتي لم تنشر الصور الرقمية والأعمال الفنية فحسب بل جعلتها تكتسب حياة خاصة بها, حياة تتجاوز العمل الفني الأصلي، لأن التداول المفتوح لهذه النسخ على الإنترنت مهد الطريق لاستخدامات متعددة ومختلفة ومتجددة.