سجل في دورة واحصل على 3 شهادات مُعتمدة وأكثر!

بقلم:محمد عوض الله العمري

في الوقت الذي كان من المُنتظر أن يتواكب فيه “التدريب” مع التطور والرؤية وتغير نمط الأسواق
وأن يُحقق أهدافه ليكون وسيلة فاعلة لتحسين وتطوير أي مجال في الحياة سواء على المستوى الشخصي أم الجماعي من أجل الوصول لمنتج حقيقي يعوّل عليه
لرفع كفاءة الأشخاص، فهو صناعة تحتاج إلى مدخلات ومعايير مُحددة من الجودة لأجل تحقيق المفهوم الصحيح للتدريب كي لا يُصبح مجرد مصروف واستثمارًا غير ذو جدوى اقتصادياً!

في المقابل نرى أن “موضة” التدريب لا تهدأ ولكن في مسار مُختلف أقرب إلى “عبث” يُداهم هذه الصناعة وأهدافها السامية تحت وطأة المنتفعين والمستنفذين وطمع اللاهثين وراء المال والشهرة واستغلال العلاقات العامة ووسائل الإغراء والتسويق الجيدة للبضاعة المتواضعة التي ملأت سوق التدريب، أضف إلى ذلك بعض البرامج كـ (سجل في دورة تدريبية واحصل على 3 شهادات معتمدة وقد تمتد لأكثر)!

إن أردنا تحقيق الهدف الحقيقي للتدريب فلابُد من وقفات جادة للعودة للمسار الصحيح..
• رخصة مزاولة التدريب لا تكفي إذ لابد من وضع أسس وضوابط لمن يتصدر مشهد التدريب، فبعض المدربين عبارة عن مُهرج (بياع كلام) يحفظ كم ضئيل من المعلومات لكنه يتقن توزيعها على نوتة الوقت ليملأ بها الفراغ وتكون فاصلاً بين قصصه الخاصة وبطولاته المزعومة مع أصدقائه وأسرته!
• لابُد من تحكيم الحقيبة التدريبية تحكيمًا صحيحًا وتقييم المدرب بشكل فني وعلمي.
• عشرات الريالات تفرق الغث من السمين في سوق التدريب، وبعض المستفيدين هدفهم الحصول على شهادة تدريب ليزين بها السيرة الذاتية غير مهتم بالمردود المعرفي والمهني.

إذا لم تكن هناك وقفة جادة مع البرامج التدريبية وقياس التغذية الراجعة فلن يتغير الحال، ناهيك عن الألقاب والمسميات التي تسبق الاسم والتي يعبث بها بعض المدربين بقصد أو دون قصد لتكون ديباجة ملاصقة لاسمه (كالمدرب الدولي والمستشار والتوستماسترز وغيرها) وهو لم يقدم برنامجاً تدريبيًا خارجيًا أو دوليًا البتة.
والسؤال هُنا.. ألا يوجد تأطير واضح لاستخدام هذه المسميات، وكيفية منحها؟

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟