سفر برلك ..كارثة قطار وأمجاد صابرين  

100 عام على التهجير القسري لسكان المدينة المنورة

 حديث المدينة – خاص 

100 عام من الزمن مرت على أقصى شتاء عاشته المدينة المنورة – وليتها استمرت قساوة الشتاء – فلقد حملت أيامه مشاهد غريبة .. بنادق تدق الأبواب فجرا وجنود أتراك يجوبون الأحواش والأزقة الهادئة وحالة من الدهشة  والخوف والوجوم عمت سكان المدينة المنورة بلا استثناء خوفا من المصير الضبابي غير المعلوم .   

كانت الأستانة وقتها قد أطلقت صوت ” النفير ” وأصدرت أوامرها إلى فخري باشا القائد التركي العسكري – وقتذاك – كي يقوم بعملية تهجير قسرية لأهالى المدينة – وفقا لماذكره المؤرخ محمد الساعد – أوامر بأن لا يترك شيخا ولا طفلا ولا امرأة ولا تأخذه رحمة بكهل مريض. الكل يأخذ مقعده المسافر إلى المجهول.

هذا هو قرار الأستانة الذي نفذه فخري باشا بتسلّط ودمويّة. ولم يملك الأهالي حياله إلا الإذعان و القبول فهم مساقون – جبرا –  إلى قطار ” الكارثة ” .

التكافؤ  كان منعدما بين يدّ تملك السلاح وجيوش جرارة تضرب الأبواب بالبنادق والأقدام وبين رجال ونساء آمنين لا يملكون من مقومات القوة إلا سلاح الدعاء والاحتماء بجوار الرسول.

المدينة المنورة كانت هدف الأستانة الأول حيث كانت تعمل على تحويلها إلى ثكنة عسكرية وفصلها كليّا عن الحجاز وإلحاقها بالدولة العثمانية بعد تسرّب معلومات عن قرب انطلاق الثورة العربية الكبرى على الاحتلال التركي من مكة المكرمة. لهذا كانت جريمة سفر برلك أو ما يتفق الأكثرية على تسميتها بالكارثة والتي حملت عنوان (التهجير الجماعي والقسري)

تهجير قسري طبقته الدولة العثمانية في حق الآلاف من الرجال والنساء والأطفال خلفت على إثرها مدينة منكوبة لخمسة أعوام يسرح على تربتها ما يزيد على ألفي جندي من العسكر الأتراك وبقايا البقايا من النساء والأطفال ممن ظلللتهم الرحمات وتخلفوا – ربما بأمر الخوف أو العجز أو الاختباء -عن رحلة القطار.

إطلالة على الحدث تقودنا للسؤال لماذا المدينة المنورة خاصة التي رصدتها الأستانة بغية تغيير هويتها ؟ والإجابة لقد خشيت الأستانة من التحاق المدينة المنورة بالثورة العربية القادمة كما كانت تشك في ولاء الأهالي وتعاطفهم مع الثورة لذا حفزت فخري باشا لإتخاذ قراره الأحمق بتجفيف المدينة المنورة من سكانها وترحيلهم قسرياً إلى مناطق بعيدة في الشام وتركيا والعراق والأردن وفلسطين وتسليح الجنود الأتراك بكل الأسلحة مخافة هجمات القبائل البدوية المحيطة بالمدينة والراغبة في تحريرها من الاحتلال العثماني.

وعلى الفور أخذ فخري باشا خطواته وقام بمدّ خط السكة الحديد الذي كان يتوقف عند باب العنبرية إلى داخل أحشاء المدينة وتحديدا قرب باب السلام تحديداً وقام بهدم شارع العينية والأسواق والأسوار والبيوت على من فيها وسعى جاهدا لتحويل الحرم النبوي إلى قلعة عسكرية ومخزن للسلاح وترحيل كل الكنوز النبوية التي لا تقدر بثمن إلى تركيا.

نتائج كارثية خلفتها القرارات التي اتخذها فخري باشا لعل أبرزها ضرب النسيج الاجتماعي المتوارث للمدينة المنورة لعدة عقود وإحداث مجاعة قاسية عاناها من تبقى من النساء والأطفال الأمر الذي أجبر عدد من النساء للعمل في حمل بقايا مخلفات طريق القطار بالأجرة وليت الأمر توقف عند هذا بل تجرأ الأتراك على اقتحام البيوت الآمنة وكسر أبوابها وتفريق الأسر وخطف الأطفال والنساء دون رحمة.

هي خمسة عقود من التهجير  ولكنها صنعت مجدا لكل مسافر على متن القطار رجلا كان أو امرأة شيخا كان أو طفلا صغيرا .. مجد عنوانه الصبر والاحتمال . هؤلاء لم تلتفت لهم الأقلام وهي تحكي حكاية الكارثة بينما هم الأبطال الحقيقيون. تركوا المدينة  – غصبا – ولكنها ظلت في قلوبهم . منهم من عاد إليها ومنها من دفن في خندق النسيان .

من هو فخري باشا؟

  • عينته الأستانة حاكما عسكريا للمدينة المنورة
  • أكثر الحكام الأتراك تسلطاً ودموية
  • أصدر قراره الأحمق بترحيل السكان إلى مناطق بعيدة
  • هدم شارع العينية والأسواق والبيوت على من فيها
  • حوّل الحرم النبوي إلى قلعة عسكرية ومخزن للسلاح
  • رحّل كل الكنوز النبوية التي لا تقدر بثمن إلى تركيا.

أبرز النتائج الكارثية

  • سبب مجاعة قاسية عاناها من تبقى من النساء والأطفال
  • اضطرار عدد من النساء للعمل في حمل مخلفات طريق القطار
  • تجرأ الأتراك على اقتحام البيوت الآمنة وكسر أبوابها عنوة
  • تفريق الأسر وخطف الأطفال والنساء دون رحمة
  • 3 أسباب وراء ” سفر برلك
  • الخوف من التحاق المدينة المنورة بالثورة العربية
  • الشك في أهالي المدينة وتعاطفهم مع أحلام الثورة
  • الخوف من هجمات القبائل  المحيطة بالمدينة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟