اختلاق القصص بين التشويق والتشويه 3

 (لا تنتقد خجلي الشديد فإنني     بسيطة جدًا.. وأنت خبيرُ)

القصة المختلقة هنا تخص الدكتورة سعاد الصباح وقصيدتها ذات المطلع السابق. تقول القصة المختلقة أن الشاعرة الكويتية سعاد الصباح حضرت لمهرجان الشعر العربي في مصر.. والذيكان فيه بالصف الأول الشاعر الدمشقي الكبير نزار قباني. وعندما رأت سعاد الصباح نزار قباني …ارتبكت جدًا ولم تستطع أن تلقي الشعر بالشكل الجيد، فقال نزار: انزلي وتعلمي العربية قبل الشعر. وطلب من القائمين على المهرجان إنزالها عن منصة الإلقاء.

فكتبت هذه القصيدة (والتي غنتها نجاة الصغيرة) وأهدتها لنزار قباني الذي اعتذر بدوره وحضر لها أمسياتها وقصائدها الجديدة واستمرا على صداقتهما حتى مات نزار ...

هذه القصة (الملفقة والمختلقة) فيها من التجاوزات الشيء الكثير، وفيها من الإساءة للشاعرة الصباح وللشاعر نزار مالا يُحتَمل!

والحقيقة إن الدكتورة سعاد الصباح أوضحت تفاصيل ذلك اللقاء في أكثر من مناسبة تقول: (في ذلك اللقاء وهو المؤتمر الأدبي الذي أقيم في القاهرة وصعدت فيه المنبر مطلع التسعينيات بعد تحرير الكويت مباشرة فتحدثت فيه عن أثر الغزو على الكويت، وطالبت فيه بعودة الأسرى الكويتيين ولم أقرأ فيه أي قصيدة!).

إضافة إلى أن نزار قباني لم يكن حاضرًا أصلاً ذلك المؤتمر.

ناهيك عن أخلاقيات المناسبات والمؤتمرات وأخلاق نزار أيضًا لن تسمح له ولا يحق له طلب إنزال أي أحد اعتلى منصة أدبية أو اجتماعية فهذه ليست من مسؤولياته، وأيضًا لا تتناسب مع الشخصية الاعتبارية لسعاد الصباح.

قصة (مضروبة) من الأساس الغرض منها إما التشويق أو التشويه!

أما القصة الحقيقية فهي إن القصيدة كتبتها الشاعرة سعاد الصباح كما أوضحت هي فقالت: (…تلك التي نثرتُها شموساً بين يدي أستاذي ومعلمي، زوجي وصديقي صديق الزمن الجميل عبد الله المبارك. وأذكر تماماً عندما أهديتُه قصيدة (لا تنتقد) ... وأنا تلميذتُه التي ظلّت تتهجى حروف شفتيه… وتترجمُ لغة عينيه وإشارات يديه).
لا تنتقد خجلي الشـديد  فإنني     درويشة جــدا وأنت خبير
يا سيد الكلمات .. هبني فرصة      حتى يذاكر درسه العصفور  
خذني بكل بساطتي وطفولتي       أنا لم أزل أصبو ..وأنت كبير
أنا لا أفرّق بين أنفى أو فمي         في حين أنت على النساء قدير
من أين تأتى بالفصاحة كلها       وأنا يموت على فمي التعبيـر
أنا في الهوى لا حول لي أو قوة     إن المحبّ بطبعه مكســـور
كتبتها الشاعرة سعاد محمد الصباح في زوجها الشيخ عبد الله المبارك الصباح، وهي التي تجيد اللغة الإنجليزية والفرنسية ولها العديد من الإصدارات في الشعر والأدب والسياسة والاقتصاد وتملك دار نشر، وحاصلة على الشهادات العليا من جامعات مرموقة عالميًا.

يأتي من يزيف ويختلق قصة واهية، لغرض ما، لا أظن للتشويق فيه مكانًا، وإنما للتشويه أو الغناء على جراح الإنسان (الآخر).

أما نَفَس نزار فقد تجده في أبيات الصباح وهو الأمر الذي اختلق قصة أخرى أرى إنها أقل من أن تذكر.

ألتقيكم في المقال القادم وقصة مختلقة أخرى (للتشويق أم التشويه)!
                                                                                    (يا واضع التاريخ تحت سريره     يا أيها المتشاوف المغرور
يا هادئ الأعصاب إنك ثابت        وأنا على ذاتي أدور..

أدور الأرض تحتي دائما محروقة       والأرض تحتك مخمل وحرير) *سعاد الصباح

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟