الصقيري يكتب : حكاية الرقم 1000

بقلم: ماجد الصقيري

يحمل الرقم 1000 ظلالا تفاؤلية عند الكثير بل نحسبه رقما مطمئنا في حافظة النقود نرتاح غالبا لوجوده ونشعر بالثقة حال صحبته ومع تاريخ هذا الرقم الناجح في صرافات المال يقترب منا -ولأول مرة -متّشحا برداء غريب وبهيئة مخيفة لم نكن أبدا نتمناها .. هذا ما تحكيه لنا إحصاءات وفيات كورونا التي تتحرك بسرعة مذهلة لتقترب من سقف الـ 1000 ضحيّة.

الراحلون – نعرفهم أو لا نعرفهم – ودّعوا الحياة إلى عالم بعيد لا ندرى هل ارتكبوا خطيئة الإهمال ولم يكترثوا بقوة الوباء؟ هل تجاهلوا زحفه أم تحصنوا منه وتسّلحوا له بدرع الوقاية؟ هل ارتدوا كمامات الوجه وتباعدوا عن غيرهم أمتارا كما نرتدي ونتباعد؟ أم أن الوباء كان أشرس وأقوى وأشد من كل حصن؟

ومع إيماننا بالقدريّة ومواقيت الرحيل يبقى لزاما علينا اليوم أن نقرأ الرقم 1000 بعين جديدة ونتوقف أمامه لندرك شراسة العدو وعشقه لدم الضحايا. ندرك أننا أمام تحد كبير ومسئولية أكبر تبدأ بحماية أنفسنا والآخرين.

الرقم 1000 رقم يدق أجراس الخطر في كل بيت ويدعونا لمزيد من الوعي والحرص والالتزام بل ويحفزنا لـ” نعود بحذر كبير” حتى لا يتضاعف الرقم وتزداد أصفاره.

كم بيت فقد الراعي والزوجة والطفل؟ كم أسرة خطف الوباء منها الحضن والسند؟ هذه هي الأسئلة التي يواجهنا بها الرقم 1000 ويدعونا لاستعادتها مئات المرات كل ليلة.

عودوا بحذر ..فالوباء لم يرحل بعد وأرقام المصابين – نشطة كانت أو حرجة – تزداد والألف التي أسعدتنا في حافظة النقود باتت اليوم تبكينا وترجفنا وتخيفنا.

عودوا بحذر.. لغة الرقم لا تكذب ..  تذكروا الرقم 1000 واقرأوه مرة أخرى فلقد انتقل من رقم في الصراف إلى آخر في عداد الرحيل.

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟