مجالس الأحياء إثراء ولكن !!

بقلم: محمد العمري

 

تشرفت قبل أيام بدعوة (ثانية) من الأمانة العامة لمجلس حي بئر عثمان، حيث كانت الأولى دعوة للمشاركة في أمسية شعرية بمناسبة اليوم الوطني، أما هذه فهي للمشاركة في (أمسية الشخصية المدنية عن الأديب الأستاذ عبد العزيز الربيع) والدكتور محمد أديب هو من يدير دفة الحوارمع اثنين من الأفاضل الدكتور عبد العزيز الحازمي والذي تحدث عن جانب الذكريات مع الربيع والشاعر مروان المزيني الذي تحدث عن الجانب الشعري ونماذج من شعر الربيع، واختير لي بعض الملامح من حياة وسيرة الربيع، فانتقيت المواقف النوعية ذات الأبعاد المرتبطة بالجانب الاجتماعي للمجتمع المدني عامة ومجتمع الربيع الخاص. ولم نوفِ الراحل حقه ولكن مالا يدرك كله لا يترك جله.

وفي أثناء التحضير للمناسبة من خلال البحث لم أجد أفضل من اللجوء لمن خبر الربيع وقضى معه وقتًا عرفه حق المعرفة بنظرة الصديق الوفي والصحفي المدرك والأديب الأريب الباحث، ذاك هو الأستاذ محمد صالح البليشهي وكتابه (لمحات عن حياة الربيع) فاعتمدت الكتاب في طرح ما كُلفتُ به.

لقد كان عبد العزيز الربيع عنصرًا فاعلاً ومؤثرًا في المجتمع التعليمي من خلال عمله معلمًا ومفتشًا لمنطقة المدينة المنورة والشمال ثم مديرًا للتعليم وأخيرًا خبيرًاللتعليم في وزارة المعارف.

وفي المجتمع الأدبي والثقافي فقد كان من مؤسسي أسرة الوادي المبارك، ومن مؤسسي نادي المدينة المنورة الأدبي ورئيسه.

وفي الجانب الرياضي ورئاسته لمجلس إدارة نادي الأنصار.

يقول البليهشي في (لمحات عن حياة الربيع) سُئل الربيع مرة عن هواياته المفضلة التي يشغل بها فراغه، فقال لعلك تعجب إذا قلت لك إنه لا يوجد عندي وقت فراغ…”

وحول وفاته سطر البليهشي في كتابه مقال الأديب الشاعر محمد هاشم رشيد، ذلك المقال الآسر بأسلوبه الأدبي المؤثر في النفوس الصادق العاطفة.

كانت ليلة مختلفة من جميع الجوانب بداية من شخصية الربيع مرورًا بالطرح وإدارة اللقاء وبالحضور المميز وانتهاءً بمشاركات الحضور ومداخلاتهم التي تلفت الانتباه!

فمعظم من تداخل وتحدث قال إنه التقى مدير التعليم (الربيع) أثناء زيارته للمدرسة وإنه هو من ألقى الكلمة أمامه!

وحين قال الأول إنه ألقى الكلمة وكان حينها في الصف الخامس لحقه الآخر بأنه هو أيضًا ألقى كلمة المدرسة وهو في الصف الخامس! فأهدى أحدهم ساعة،وأهدى الآخر قلمًا (أحضره معه) يحتفظ به منذ أكثر من ثلاثة عقود!، ومسح على رأس الآخر مع بقية زملائه أثناء ترديدهم (أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكًا … من الحسن حتى كاد أن يتكلما) ولم أدرك حتى لحظة كتابة المقال العلاقة بين بيت البحتري في وصف الربيع وعبد العزيز الربيع!

عمومًا يدل كل هذا على قيمة الراحل الاجتماعية والأدبية والقيادية ومكانته وقوة أثره وتأثيره الذي تركه واضحًا وجليًا في أذهان من عاصروه والتقوا به، فرحمه الله رحمة واسعة.

قفلة: (وكلٌّ  يدّعي  وصلاً  بليلى     وليلى  لا تقرُّ  لهم   وِصالاً

      ولو عَلِمتْ بما يحكيهِ عنها       لشقّتْ صدرَها وأتتْ وبالا )

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟