وكأن شيئاً لم يكن

بقلم: سمية جلون

 

بعد تقبل العالم لأزمة جائحة كورونا، ورضوخ المنشئات الصحية لأنظمة وسياسات الحماية لكل فرد، وبعد عملية تعليم وتثقيف استمرت حوالي الـ ٤ أشهر موضحة فيها تفاصيل الإجراءات الإحترازية والوقاية من الفايروس وتشديد العقوبات على مخالفة الأنظمة وتكثيف الجهود لعمل كل مايلزم لتوفير الأمان النفسي والصحي للمواطن.. نجد الواقع يعكس تقبل المفهوم لكل ما تم بذله من أموال وجهود وطاقات إلى لا مسؤولية ولا اكتراث أو حتى حضور واعي، واختلط الحابل بالنابل وكلاً يغني على ليلاه وياليل ما أطولك..

العالم تنازل عن قيمة الصحة تبعاً للإرهاق النفسي الداخلي وضغط الحجر المنزلي وتهاون في صحة الآخرين وأهمل الأرواح التي لا ذنب لها، ومازالت تسقط ضحايا الفايروس طريحة الفراش دون جدوى من كل التنبيهات..

وكأن شيئاً لم يكن ..
كلنا على أمل بعودة الحياة إلى طبيعتها أو أفضل، ولكن رفقاً بمن لا يحملون نفقة العلاج والذين لا يتحملون عناء الوباء والذين يعملون داخل المختبرات والذين يحرصون على توفير الامن والامان..

كل فرد منا له دور في دوامة هذه الجائحة وتعاوننا يعطل استمرار انتقال سلسلة العدوى داخل بيوتنا وبالتالي إلى خارجها، ولكن ما يحدث في الخارج يوحي بعكس ذلك تماماً.. علماً بتزايد أعداد الإصابات والإحصائيات وتأخر اعتماد العلاجات واختفاء الخوف من المرض، فما الذي يفعله المجتمع ببعضه؟

إذا توقف فرد واحد لإعادة الحسابات سيجد نفسه داخل الحجر مجدداً، ولا يرغب كلنا في العودة إلى خوض المعضلة ذاتها مرة أخرى.. لا فرط ولا إفراط، ولا داعي للخوف ولكن الحرص واجب.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟