النخيل.. كنزٌ لم يُستخرج

الكاتب : محمد العمري

ما يقارب الثلاثة ملايين نخلة في منطقة المدينة المنورة والاستفادة منها محدودة جدًا، والجميع يتساءل.. أما آن لهذا الكنز أن يُستفاد منه! نعم النخيل كنز، وأي كنز. لكن مازلنا لا نعرف من هذا الكنز إلا بيع الرطب والتمور، ومن يحاول الابتكار والتطوير جمع التمور في مغلفات ووضع عليها اسم المصنع ورقم الهاتف وقام بتوزيعها في نقاط البيع.

النخلة يا سادة كلها نفع وفائدة، بداية من نفس الشجرة وما تشتمل عليه من جريد وسعف وليف وأعواد وجذوع، والتي كلها كان الأجداد يستغلونها أفضل استغلال، ورغم ما يوجد من بدائل أفضل ولكن يمكن الاستفادة منها لو تم تعديل نمط الاستفادة؛ كصناعة السلال والطاولات والكراسي وأعمال الزينة والتزيين والديكورات وما إلى ذلك، إضافة إلى منتجات النخلة من البلح والرطب والتمر لابد من تحويلها من منتجات أولية إلى منتجات أخرى تضمن الكمية الغذائية والأرباح المادية والعوائد والفوائد الصحية، لتكوَن بدائل لبعض المنتجات الأخرى التي لا مناص من استخدامها رغم ما تحمله من الأضرار الصحية كالسكر الصناعي، فسكر التمر معروف وسبق انتاجه هنا في المملكة، ولعله يغني عن استخدام السكر الأبيض على أقل تقدير في صناعة الحلويات وما إلى ذلك، إضافة لعسل التمر أو الدبس ونوى التمر وحبوب اللقاح، كل ما سبق يمكن أن يُستثمر ويُستخدم كبدائل غذائية ومشروبات لها قيمة صحية. وكذلك استخدام التمور في الحلويات والبسكويتات والكيكات والعديد من الأطعمة، وتحويلها لمنتجات طبية وأغراض أخرى.

مازال هذا الكنز رغم شموخه في مختلف مناطق المملكة إلا إنه غائبًا تمامًا عن أعين المستثمرين الاستراتيجيين الذين يملكون نظرة بعيدة عادةً للارتقاء بالصناعات الغذائية.
إقامة مصنع متخصص في صناعة منتجات النخيل سيتكفل بإنتاج طبيعي عالي جدًا ويفتح آفاق جديدة للاستثمار في الموارد الطبيعية الغذائية الموجودة في بلادنا، فأين أصحاب المصانع القائمة من التطوير والإبداع في صناعات منتجات النخيل المختلفة.

قرأت دراسة مصرية عددت 67 صناعة أساسية وحوالي 37 صناعة فرعية مستمدة من منتجات النخيل.
أعتقد أن جمعيات أصدقاء النخلة والجمعيات الزراعية المنتشرة في المملكة وخاصة في المناطق التي تتميز بزراعة النخيل لن تتوانى وستتعاون في تقديم دراسات الجدوى وتقديم التوصيات.

فقط نحتاج للمبادرين والمستثمرين ذوي الاهتمام بالصناعات الغذائية.