عطاء ثرٍ.. وشخصية متواضعة

أهداني أخي العزيز الدكتور يوسف بن أحمد حواله ستة عشر كتاباً من مؤلفاته القيمة وهي هدية أعتز بها كثيراً لأن هدية الكتاب خاصةً عندما يكون من مؤلفات المُهدي تعني أن ذلك المُهدي أعطى لك نموذجاً من عقله وفكره وثقافته وعلى جادة من يقولون بأن الكتاب هو الابن الذي لايموت فإن الدكتور يوسف حفظه الله تعالى قد أهدى إلى ستة عشر ابنا من أبنائه الذين آثرت التعرف عليهم والفرح بهم واسكنتهم على رفوف مكتبتي الخاصة أنظر إليهم وأتخاطب معهم وأغوص في أعماقهم كلما مررتُ بهم وتذكرت من أهداني إياهم.

والدكتور يوسف حواله واحد من أبناء طيبة الطيبة الذين أحبهم وأُعجب بمسارهم وأتمنى دائماً التوفيق والسداد لهم وهو قامة تربوية في مجال التربية والتعليم وقامة في الأدب والثقافة وعلمٌ من أعلام التاريخ الذين يُوثقون الأحداث ويبرزون معالم الطريق للتاريخ وشؤونه …

عرفته يحفظه الله تعالى في العديد من المحافل الثقافية والملتقيات العلمية هادئ الطبع حلو المنطق جم الأدب شديد التواضع دائم الابتسامة يستطيع أن يدخل إلى قلب محدثه بلا استئذان تأنسُ به منذ الوهلة الأولى وتميل إلى حديثه .. بل يأسرُك في نقاشه ومحاوراته وأسلوبه وكنت ولا أزال أرى فيه من صفات أستاذنا أستاذ الجيل عبدالعزيز الربيع يرحمه الله تعالى ذلك الأديب والمربي العملاق الذي قاد مسيرة التعليم بالمدينة المنورة لمدة ثلاثين عاماً وأثر في جيل النصف الثاني من القرن الماضي علماً وادباً وثقافةً وتربيةً وحسن تصرف وتعامل طلاباً ومعلمين ومجتمعاً

رأيت في الدكتور يوسف حواله من صفات ذلك الرجل الكبير الذي نُقرُ جميعاً له بالأستاذية الهدوء في الطبع والأناة في اتخاذ القرار والحرص على الفائدة بشتى الصور والأساليب والوداعه التي تسيطر على حياته كلها والتي حذر منها الربيع يرحمه الله تعالى ابنه في كتاب تربوي رائع بعنوان ( ذكريات طفل وديع ) حذره منها لأنه كما قال يرحمه الله تعالى قد عانى منها كثيراً وأوقفته مواقف لايرغبها في كثير من الأحيان رغم أنها صفة حميدة يرغبها الكثيرون ولا يستطيعون إليها سبيلا …

الوداعة التي رأيتها في أخي ( أبي أحمد ) الدكتور يوسف حواله دائماً تذكرني بالربيع يرحمه الله تعالى وهي صفة جميلة محببة جاذبة تمنيتها ولم استطعها …

ورأيت في الدكتور يوسف حواله من خلال منطقه وأسلوبه وتصفحي للعديد من مؤلفاته حبه للتاريخ وهو مجال تخصصه ومن خلال ذلك الحب خرجت لنا تلك المؤلفات الرصينة الموثقة في فترة زمنية قصيرة رغم مشاغله الكثيرة في الجامعة .. فهو يدرس طلابه الذين يذكرونه بكل خير وحب وتقدير وقد تولى بها العديد من المهام من رئاسة الأقسام إلى المشاركة في الإدارة إلى الإشراف على الرسائل العلمية إلى عضوية اللجان المختلفة وتمثيل الجامعة في العديد من اللقاءات والحوارات ورسم الخطط والبرامج في داخل المملكة وخارجها.

إضافةً إلى إعداده وتنفيذه في فترات من عمره المديد إن شاء الله تعالى لبرامج إذاعية ثقافية وتاريخية عبر أثير إذاعة المملكة العربية السعودية وإذاعة نداء الإسلام والتلفاز التي استمرت زمناً كان الدكتور يوسف حواله متألقاً فيها بثقة وثقافة واقتدار …

وكان لجهوده في مجال خدمة زوار المدينة المنورة من خلال عضويته ورئاسته لهيئة الأدلاء الكثير من النجاحات التي تحققت لهذه الهيئة وهي تؤدي مهامها نحو زوار مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام .. وقد عمل فيها بإخلاص وتفانٍ إلى جانب تلك الكوكبة من زملائه في الهيئة ماجعل خدمة الحاج والزائر فعلاً عملاً سامياً ومهنةً يحصل الشرف بها …

رأيت في الدكتور يوسف حواله من خلال تشرفي بالعمل في النادي الأدبي بالمدينة المنورة لمدة ثمانية وعشرين عاماً ثقل مكانته في حضوره لمناسبات النادي الثقافية من محاضرات وندوات وأمسيات وغيرها …

رأيت فيه ثقل ومكانة في إلقائه وتعقيبه ومناقشاته التي تتسم بالهدوء واللين وعرض الرأي بلا تعصب ولا انحياز ولا تشنج …

رأيت فيه حبه لمدينتنا الحبيبة واعتزازه بالانتماء إليها والحياة بها وحب كل مواطنيها وحبه للمملكة العربية السعودية قادةً ومسؤولين وبلداً ومواطنين …

رأيت فيه صفة المواطن المربي الصادق الصدوق قوي الانتماء قوي الاعتزاز .. فهو يحفظه الله تعالى محب لكل تقدم ورقي في مدينة المختار صلى الله عليه وسلم ومحب لكل عامل مخلص فيها … أقول كل ذلك ولا ازكيه على الله سبحانه وتعالى …  

رأيت فيه صفة الوفاء بكل معانيها التي تجلت من خلال قراءتي لصفحات من كتابه ( على خطى ابن الجوزي في صيده الخاطر .. ) في مقالاته المميزة تحت عناوين وقفات من مواقف العز والفخار الأقليات الإسلامية في العالم – هموم وتطلعات – جامعة طيبة –الأمنية التي تُنتظر – صور من معاني التسامح والانصاف عند المسلمين التاريخ الشفهي والحاجة إليه حروب الإسلام دروس في الأخلاق وبورك في الرجال العاملين العلم مطلب وهدف كتب التنويريين بين الأصالة والتزييف مجلة المنهل الخلق .. الخلق طيبة الطيبة الأندلس أنشودة المجد ترنيمة الشوق

هذه عناوين مقالات ضمها كتاب ( على خطى ابن الجوزي .. ) إلى غيرها من بقية المقالات والعناوين التي حوتها خيمة الوفاء عند الدكتور يوسف حواله ..

ولي وقفات إن شاء الله تعالى إن كان في العمر بقية مع استعراض لكتب الأخ والصديق والأستاذ والمربي الفاضل الدكتور يوسف حواله يحفظه الله تعالى .

متمنباً له مزيداً من العطاء والتألق ومزيداً من التوفيق لنرى بقية أعماله الثقافية التي تثري رف التاريخ والتراث والأصالة والمعرفة .     

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟