
عالق في عنق الزجاجة
بقلم: سمية جلّون
يستيقظ العالم أجمع كل يوم من هذا العام الغريب وهو عالق في عنق الزجاجة بسبب تفشي أزمة جائحة كورونا متخبطين بين الخوف من الإصابة والإستسلام للمرض وبين مواجهة الموقف بمشاعر حيادية وبين التصدي له للعودة إلى مواقع العمل ومقاعد الدراسة وإعادة تشغيل أبواب الرزق لتعود الحياة إلى المنظومة التي تكيف معها مليار شخص على الكرة الأرضية ..
وبينما يمضي الوقت وتمر ساعات الأيام ببطء والعالم ينتظر الخروج من هذه الأزمة ، يتحرك الواعي إلى خطوات تزيده رفعة وتسمو بروحه إلى الحكمة ويخطو إلى أهدافه مسرعاً كخطف البرق ينتشل منها ما استطاع ، متجاهلاً تخبط العالقين في الدوامة وضياع أوقاتهم في لوم الفايروس ولبس الكمامة ..
تقريباً ،، الواعي هو كل شخص إستغل الأزمة ليكتشف ذاته الحقيقية ليعمل على إصلاحها وتحقيق كل ما هو في صالحها ، فعَمِلَ بها ، منها وعليها ..
وهو كل شخص تحرك وتدرب لصقل ما لديه من مهارات وطورها ليفتح بها مشروعه الخاص .. وقرأ ما ينفعه في دينه ودنياه وساهم في خدمة او خدمتين لعائلته .. وقام بتحسين جودة حياته خلال فترة هدوئه داخل المنزل حتى يتسنى له تحمل الفوضى والازدحام خارج المنزل .. كما أنه شاهد كل ما قد يجعله يتعلم التخطيط ، الرياضة ، الاقتصاد والحساب ، الفن والسياسة وحتى الدراما والكوميديا ..
هذا الواعي اكتشف قيمة الوقت الحقيقي ودفع ثمن كل لحظة مرت عليه جعلته أفضل من اللحظة التي تسبقها رابحاً الوقت ، الهدوء ، الإسترخاء والحرية من ضغط العمل .
ليس هذا فحسب ، ايضاً هو ساهم في مساعدة من تضرر من الأزمة بتواصله ودعائه ، وحرص على حماية نفسه وعائلته من الإصابة ، وحفظ حقوق الآخرين عليه بالبقاء متباعداً في المنزل ..
ألم يكن عنق الزجاجة مصيبة عند قوم وفوائد عند غيرهم !