عذرا أيها الكوكب. محل الشموع مغلق

 حديث المدينة 

بلغة الافتراض والتخيّل ماذا سيكون شكل حياتنا إذا تحوّل كورونا إلى ضيف دائم وطال أمد الإغلاق وامتدت سنوات التعليق والمنع والحجب؟ كيف ستكون الحياة على الكوكب الذي كنا نتأهب بعد أيام قلائل للاحتفال بساعته بشمعة توقد هنا ورقصة وفاء هناك. ماهي أقرب سيناريوهات الاستمرار والتصالح الجبري مع أرذل ضيف على ظهر البسيطة؟ ومن أين لنا بجنود لمقاومة عدو لا نراه؟

عذرا أيها الكوكب الذي تحملت منا فوق طاقة الاحتمال. لن نحتفل بساعتك في 2020 ليس لأننا ننكر فضل قشرتك الطيبة وجميل صمتك على رذائلنا واحتمالك الهادىء لأفعالنا التي تخطت أحيانا سقف الجنون بل لأن بائع الشمع أغلق المحال ملتزما بالإجراءات الاحترازية ولأن بضاعته البسيطة ماعادت تصنع فرحة ولا بهجة في زمن الكورونا.

عذرا أيها الكوكب .. ثلاثة عشر عاما نطفىء من أجلك المصابيح لـ 60 دقيقة ولكن في 2020 جاءنا سارق الضوء ليطرق بابنا لا ليخطف شموع المحال والبيوت فقط بل ليسرق شموع الأمل في النفوس ويحوّل أيامنا إلى خوف وكآبة وظلمة.

عذرا أيها الكوكب .. كيف نرقص لساعاتك ونغني؟ وأرقام الضحايا اقتربت من سقف الملايين. كيف نبتهج لقدومك والقلوب مرتجفة والعيون باكية؟

ولكن -ربما -يأتي علينا عام جديد بلا كورونا لنعيد دورة الفرح مرة أخرى نرقص ونغني ونعزف الموسيقى لك ولساعتك. ربما يهرب اللص أو يموت فترتد لنا أنفاس السعادة المسروقة. ربما يثق الباعة من جديد في بضاعة الشمعة ويعيدوا لها ومن أجلها أزمنة البيع والشراء.

عذرا أيها الكوكب فما علينا إلا الصبر وما عليك الا الانتظار إلى أن يفتح باعة الشموع المحال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟