سفر برلك.. الصبر يُسقط “الطربوش”

تيزار

عام 1334 هـ.. عام حمل مفردات التهجير والترويع والدموية وتاريخ لفشل “مشروع التتريك” التي حاولت الأستانة ترسيخه وتأصيله متخذة من المدينة المنورة محطته الأولى.

تاريخ لا تنساه المدينة المنورة، جنود بطرابيش حمراء وبنادق في أيديهم يتقدمون نحو أزقة المدينة وأحواشها للقيام بعملية تهجير قسرية وقاسية ومروعة لكل رجل يلاقونه أو إمرأة أو طفل.

قرار تم اتخاذه في الأستانة في اسطنبول لتحويل المدينة المنورة إلى ثكنة عسكرية وتتريكها ومن ثم فصلها عن الحجاز وإلحاقها تماما بالدولة العثمانية.

قصة بدأت بتعيين الأستانة فخري باشا حاكما عسكرياً للمدينة المنورة، والذي أخضعها لحكم عسكري قاس، وكان أكثر الحكام الأتراك تسلطاً ودموية وضيق أفق.
حاول فخري باشا تجفيف المدينة المنورة من سكانها، وترحيلهم قسرياً إلى مناطق بعيدة في الشام وتركيا والعراق والأردن وفلسطين، والحفاظ قدر الإمكان على المدينة المنورة مرتبطة بالحكم العثماني.

أخذ فخري باشا عدة خطوات ديكتاتورية، كان من أهمها مد خط السكة الحديد الذي كان يتوقف عند باب العنبرية إلى داخل أحشاء المدينة، بل إلى قرب باب السلام تحديداً، هادما في طريقه شارع العينية والأسواق والأسوار والبيوت على من فيها.

وقد أدت عملية التهجير الجماعية الواسعة عبر قطار الحجاز إلى ضرب النسيج الاجتماعي المتوارث للمدينة المنورة لعدة عقود لاحقة كما أدت إلى مجاعة قاسية بين من تبقى من النساء والأطفال، وكان المحظوظ من بقي لديه مخزون من التمر.

اليوم. وبعد مرور السنوات.. يبقى السؤال: بأي سلاح قاومت المدينة المنورة الغازي؟ هل كان أبناؤها يملكون ما يملك؟
الصبر كان السلاح والتمر كان الغذاء وانتظار نصرة الحق كان طوق النجاة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟