
الصقيري يكتب: ضغطة زر
بدأت بطموح قيادة وانتهت بمنظومة أدهشت العالم
بروفايل: ماجد الصقيري
تحوّلت عبارة “عن بُعد” إلى تميمة إنجاز في 2020 فما أن تسمع هذه المفردة حتى تستشعر حالة من الحراك العملي المستمر خلف الشاشة العنكبوتية التي استثمرتها المملكة منذ سنوات طويلة وجعلتها الذراع الأقوى في منظومتها العملية الراقية
ضغطة زر واحدة تُغنيك عن مراجعة الوزارات والهيئات والقطاعات الخدميّة وتجعلك الضيف المُحتفى به في كل قطاع. ومع سهولة التعامل مع الرافد التقني تبقى وراء ” ضغطة الزر ” حكاية عمرها سنوات ليست بالقليلة. حكاية بدأت بطموح دولة وإصرار قيادة وانتهت بحكومة الكترونية أدهشت العالم.
وزارات تفتح أبوابها على مدار الساعة لتبلية مطالب مراجعيها بلا طوابير ولا انتظار وبلا تفريق بين ليل ونهار. وزارات وقطاعات وهيئات لا تعترف بالأوراق بل تنتظر فقط بصمة يدك ولمسة من أصبعك لتستنفر كل طاقاتها لخدمتك.
وعلى الرغم من تذوق الأكثرية لحصاد الحكومة الالكترونية واستفادة العدد الأكبر من أبناء المملكة من نتائجها الإيجابية إلا أن ” وباء كورنا ” دعانا – طواعية وجبرا – للولوج في قلب هذا العالم العنكبوتي الساحر والتعرف على رحلة الدقائق القليلة التي نقطعها بين المطلب وانجازه.
اليوم تعمل كل قطاعات الدولة ” عن بُعد ” بدءا من التعليم والصحة مرورا بالأمن والتجارة والقضاء فماذا حدث؟ تسارعت وتيرة الإنجاز وقلت الشكاوى وارتفعت معدلات رضا المراجعين وربحنا مساحة نصر على الطوابير والزحام. ليس هذا فقط بل واكبنا العصر وتصدرنا سباق المدنية وفزنا بالسبق التقني بشهادة العالم .
مع بساطة ضغطة الزر .. لا يدري الأكثرية كم كلفت الدولة من جهد وحلم ومال كل هذا من اجل رفاهية مراجع وراحة مستفيد.
اجلس في بيتك .. فأبواب الوزارات مفتوحة لك .. اضغط بأصبعك يلبي الكل مطلبك