تفكير ناقد

بقلم: د.بخيت بن حمود السناني

يبدو أن وزارة التعليم قد وضعت يدها على مكمن الخلل  أخيرًا، فباتت تطالعنا كل يوم بكل جديد مفيد، وكان آخر ما طالعتنا به ما أعلنه وزير التعليم قبل أسبوعين في مؤتمره الصحفي حول التقويم الدراسي الجديد ، فقد اشتمل هذا المؤتمر على حزمه من القرارات ؛اعتقد جازما أنها ستصب في مصلحة العملية التعليمية بما يعود على جودة المخرج النهائي، ولكن الحكم عليها سابق لأوانه، إلاّ أنه يظهر تماماً أن هذه القرارات كانت نتاح لدراسات متأنية الهدف منها رفع كفاءة التعليم في المملكة ؛بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة ، وبما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة الطموحة 2030، وبما يتوازى مع حجم ما تنفقه الدًولةرعاها الله على قطاع التعليم، عني شخصياً متفائل جداً بهذه الخطوات خاصة أنه يبدو أنها كانت نتاج لتخطيط ، وقطعاً التخطيط لا يأتي إلاَ بخير، وكان أبرز ما لفت انتباهي وأظنه أهم القرارات في هذا السياق هو إدخال مقرر التفكير النَاقد، فمن خلال تجربتي الطويلة في سلك التعليم معلماً ومشرفاً وعضو هيئة تدريس؛ أدرك حجم احتياج طلابنا، والمجتمع بأسرة لهذا المقرر وأعتقد جازماً أن كثيرًا من مشاكلنا سببها عدم القدرة على التفكير النَاقد، لقد غيب الفكر كثيرًا في مناهجها واعتقد أن هذا التغييب كان بفعل فاعل ولكن تم تدارك هذا الخطأ اليوم ، وأن تصل متأخراً خيراً من إلاَ تصل ابداً، ديننا الحنيف حثنا على الفكر ، وعاب أقواماً لعدم تفكرهم في ملكوت الله، وكثير من أحكامنا الشرعية قائمه على التفكر فالقياس والاستدلال من أهم مصادر الاحتجاج في الفقه الإسلامي وهما قائمان على التفكير وقياس النظير على نظيره.

خطوة مباركة لوزارتنا المتجددة ولا أظن أنه قد غاب عن ذهن المخططين فيها أهمية هذا المقرر ،ومدى الحاجه الماسة له، وأنه بحاجة إلى معلمين بارعين في تدريسه فلا ينبغي أن يسند لأي أحد، ولا أن يكون عبأ تدريسياً يضاف إلى أصحاب الأنصبة المنخفضة، ليس شرطاً أن يكون من لمتخصصين ، ولكن لابد من تدريب لمن تنوي الوزارة أن تسند لهم تدريس هذا المقرر الفتي ، لتحقيق الآمال والتطلعات.

ختاماً شكراً لوزارة التعليم، وننتظر منها المزيد بما يعزز دورها في بناء الإنسان وفق مستهدفات رؤيتنا الطموحة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟