
وفي حبّهم نتباهى
الشاعر بشير الصاعدي
لم نبتدعْ بذواتنا الأخلاقا
أسلافنا ملأوا بها الأعماقا
أخلاقُ أنصارِ الرسولِ ودينُهُم
نهرٌ بنهرٍ في القلوبِ تلاقى
دُررُ المحامدِ في النفوس تناسلتْ
عرقٌ يورّثُ طبعه أعراقا
فتوارث الاحفادُ بين عروقهم
نهرَ المكارمِ هادرًا دفّاقا
شاخ الزمانُ وما تضاءل عزمهم
عملاقُ ينسلُ بعده عملاقا
فرشوا لأقدام الحجيج قلوبهم
كرمًا كما فرشوا لها الأحداقا
فتعلّم الأحفادُ من أسلافهم
بذلًا سخيًّا يرفعُ الأعناقا
استقبلوا بالورد خيرَ مهاجرٍ
أما القلوبُ فتحملُ الأشواقا
فتساقتِ الأرواحُ نورَ جبينِه
ونفوسهم بلغتْ به الآفاقا
فمن المدينةِ شعَّ للدنيا الهُدى
فالشمسُ تبدأُ من هنا الإشراقا