ملاقيف “المحطة المحروقة”

 

“ملاقيف الحوادث” أزمتنا الحقيقية المتكررة، والمشكلة المُستعصية التي تعانيها المدينة المنورة، ولم يجد لها المسؤولون المعنيون حلا حتى اليوم.

بالأمس.. شبت النيران في محطة وقود شارع ساري بالمدينة، فتحوّل المكان في لحظات إلى مسرح للمُتجمهرين، ممن كانوا أسرع وصولا للموقع؛ ليعرقلوا بأعدادهم الكثيرة حركة مركبات الدفاع المدني، وليبدأوا على الفور في بث “تحليلات اللقافة” ومرئياتهم الساذجة في الحريق وأسبابه.

شباب وفتيات وأطفال يلتقطون صور الحريق بأجهزتهم الذكيّة، وآخرون يصطحبون عائلاتهم في نزهة لمشاهدة حريق المحطة، وفريق ثالث تحوّل “فجأة” إلى خبراء مهمتهم بث المرئيات السطحية عن الحادث.

تمكّن الدفاع المدني -باحترافية- من السيطرة على ألسنة اللهب، وإطفاء الحريق والتصدي لامتداده، ولكن!! بقيت “نار الملاقيف” لم تُطفأ بعد، فالتحليلات الخاطئة تطايرت من واتس إلى واتس، ومن موقع إلى آخر، ولم يمنح هؤلاء الدفاع المدني الفرصة ليقول كلمته في الحريق.

ظاهرة “ملاقيف الحوادث” تتمدّد وتكبر وتتسع في المدينة، فمع كل حادث -حريقا كان أو غيره- نرى نفس مشاهد التجمهر، ونتابع مسلسل اللقافة من جديد.

“الحريق، واللقافة”.. كلاهما شرّ.. سيطرنا على الأول، ولم نتمكن من الآخر.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟