ممكن (Time Out) ونفكر بالأخضر

 

د. فهد الجهني

أسابيع تفصلنا عن انطلاقة أبرز حدث رياضي عالمي يترقبه الملايين من عشاق الساحرة، والمتمثل في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022م، والتي ستحتضنها دوحة قطر.
في الوقت الذي لم تستكمل فيه جولات العديد من مباريات البطولات المحلية في عدة دول، بمشاركة نجوم اللعبة المحترفين، والذين تنتظرهم منتخبات بلدانهم بفارغ الصبر، بينما يدفعون ضريبة الاحتراف الذي يجبرهم على البقاء في أحضان تلك الأندية المليوينة، الأمر الذي قد يعرضهم للإصابة، وبالتالي الحرمان من المشاركة في المونديال العالمي، إضافة إلى ما سيرافق عودة هؤلاء النجوم من تأثير وإرباك على التشكيلة، وسط مجازفة أو حزم الأجهزة الفنية التي استعدت واعتادت على اللعب بدونهم، الأمر الذي ينعكس -بالتالي- على المستوى الفني العام للبطولة.
والقرار فني ممزوج بالعاطفة لإرضاء الجماهير التي تطالب بمشاركتهم مهما كلف الثمن، والعالم بأسره من محبيهم ينتظر منهم الأداء الفني العالي، رغم ما عانوه من الإرهاق وضغط المباريات المتواصل الذي سيشكل منعطفا للكثير منهم، خصوصا النجوم الذين أعلنوا -مسبقا- وداعهم للمستديرة بنهاية هذه التظاهرة الكروية العالمية.
وعلى الجانب المحلي، ورغم توقف دوري روشن في الملاعب فعليا بالتوافق مع تحضيرات الأخضر، إلا أن دوري منصات التواصل الاجتماعي بين جماهير الأندية المتنافسة في أوج توهجه، وأصبح كجمرة تشتعل من تحت الرماد، وما يزيد من ضراوته الطرح الإعلامي الملون بشعار هذا النادي وذاك، خصوصا فقراء المحتوى الهادف منهم، ليبدأ مسلسل التراشق فيما بينهم، من تاريخ التأسيس حتى وقتنا الحالي، وما صاحب ذلك من صولات وجولات وبطولات.
وفي خضم هذا المد والجزر تمتد تلك النزالات (السوشلية) وتتمدد، والمضحك ما يصاحبها من تفاعل إدارات بعض الأندية مع غث ما يطرح وسمينه، الأمر الذي أبعد الجماهير عن القيمة المضافة للرياضة وأهميتها، وكرة القدم ومتعتها، وما تحدثه من أسلوب حياة في المجتمعات، ليتحول المتابع إلى مستقبِل سلبي، سقف الاهتمام لديه لا يتجاوز البقاء على قائمة الانتظار لقراءة تغريدة فلان، ورتويت علان.
وختاما، وفي هذا التوقيت بالذات، نطالب هؤلاء وأولئك بالتوقف عن المهاترات عديمة الجدوى ضمن دوري منصات التواصل الاجتماعي، وندعوهم إلى توجيه بوصلة الاهتمام صوب استحقاقات منتخبنا الوطني وآخر استعداداته في مهمته العالمية ضمن المجموعة (C)، والتي ستبدأ تواليا في 22 نوفمبر الجاري بمواجهة رفاق ميسي (الأرجنتين)، ثم بولندا في 26 نوفمبر، ويختتم جولته بلقاء المكسيك في 30 نوفمبر.
كل التوفيق لنجوم منتخبنا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟