تعقيب وتنويه ..
حسين حمزة محمود عويضة
تعقيبًا على المقال الذي نُشر قبل يومين، والذي حمل عنوان: (مشاريع المدينة.. وهمم وعزيمة الرجال)، فقد وصلني عدد من الرسائل والاتصالات، والتي توزّعت إلى شطرين، أحدهما يشكر ويُثني، والآخر يعاتب ويسأل، وأرفق مع العتاب أسئلة وبعض الملاحظات والاقتراحات لأمانة المدينة، وهيئة التطوير.
وإنّي على يقين إذا قلت بأنّ هؤلاء الإخوة الكرام حُبّهم للمدينة دفعهم إلى الإدلاء بهذه المشاعر والأحاسيس.
وهنا أود أن أشير وأؤكد أنّ الذي حملني للكتابة عن موضوع مشاريع المدينة، ليس التطبيل والمُداهنة -كما زعم البعض- وإنّما حُبٌّ وعشقٌّ للمدينة -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- والتي نذرتُ قلمي ونفسي لخدمتها وخدمة أهلها ما دمت أتنفّس هواءها، واعتبرت مقالي تباشير خير أُطمئِن به نفسي، وأطمئنكم، ونحن نرى جميعًا رأي العين الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومتنا الرشيدة، مُمثّلة في أميرها المقدام سمو الأمير فيصل بن سلمان، وأمانتها، وهيئة تطويرها لخدمة هذه المدينة المقدّسة والمشاريع الكبيرة التي اعتُمِدَت لها، والتي تحتاج منّا صبرًا ووقتًا حتى نراها قد أينعت وظهر بريقها.
ألا يستحق هذا الحشد الكريم من الرجال العاملين المخلصين أن نهتف لهم، ونهديهم باقة شكر، وسحائب من التشجيع، نرفع بها الهِمم، وهُم يستحقّون ذلك، وهذا -لَعَمْرِي- أقل ما يمكن أن نقدمه لهم، وهو ما قصدتُه ورميت إليه في مقالي.
وهذا لا يعني أنهم مُبرّؤون من السقطات والأخطاء والهفوات، فكل عمل وإنجاز لا بد أن يتخَلَّلـه شيء من الكبوات والأخطاء، وعندما يظهر لنا هذا، لا نتردّد في إخطارهم وإشعارهم بذلك.
والجدير أن أذكر أنّ بعض الملاحظات التي وردت في رسائل بعض الإخوة تضمّنت أمورًا أعتقد أنّ بعضها خارج عن الإرادة، ولا سيما أننا تعرضنا ولشهور طويلة لظروف استثنائية، لسنا وحدنا، بل العالم كُلّه تعرّض لها، وهي جائحة كورونا، التي أدّت إلى انخفاض سقف الاقتصاد العالمي، وعطّلت عجلة الحياة فترة ليست قصيرة ألقت بظلالها علينا في كل شؤوننا.
وحتى أؤكد لكم صدق النوايا لهؤلاء الرجال أصحاب الهمم، فقد تلقيت بكل سرور، بعد نشر المقال مُباشرة، رسالة كريمة من معالي أمين منطقة المدينة المهندس فهد البليهشي، يذكر فيها -بكل تواضع- أنّ “كل ما تقوم به الأمانة وهيئة التطوير من جهود هو واجب لا تطلبان الشكر عليه، بل نحتاج فيه للدعاء منكم بالتوفيق لتحقيق المأمول”، مُبديًا معاليه ترحيبه في تلقّي واستقبال أيّ ملاحظات ومرئيات ورُؤى تُسهم وتساعد في التخطيط والتشييد والانجاز.
صراحةً.. سعة صدر معالي الأمين وتواضعه شجّعاني على أن أرصد وأكتب كل الملاحظات التي تتعلق بعمل الأمانة والهيئة التي وصلتني من الإخوة الكرام؛ لأرفعها لمعاليه من خلال سطور هذا المقال، وأنا على يقين أنّها سَتَلْقَى اهتمامًا وعناية ومتابعة من معاليه وهي:
أولًا: انخفاض ملحوظ وتدنٍّ في مستوى النظافة العامة في الآونة الأخيرة في بعض الشوارع والأحياء السكنية الداخليّة.
ثانيًا: البطء والتأخير في تنفيذ بعض المشاريع الحيوية؛ مثل الجسور والأنفاق، فهناك جسر دوّار الملك عبدالعزيز، وجسر دوّار عروة، ونفق طريق الأمير عبدالمجيد (الحزام).. وغيره تجاوز السنوات وما زال العمل جاريا.
ثالثًا: اهتمام ملحوظ في عمل الأرصفة واتساع رقعتها واستحداث طُرق مشاة واسعة باسم (أنسنة) الشوارع، لكن على حساب الشوارع الرئيسة، مما تسبّب في تضييق واختناق مساراتها، الأمر الذي أحدث فيها أزمة في انسيابية حركة سير السيارات.
رابعًا: سوء في بعض سفلتة الشوارع والأرصفة، وكثرة استحداث المطبّات.
خامسًا: هناك بعض الملاحظات على إجراءات نزع الملكيات.
هذه -تقريبًا- أهم الملاحظات التي تلقيتها من الإخوة الكرام، أقدّمها -مع خالص التقدير- لمعالي أمين المدينة، والتي أرجو أن يتلقّاها بصدر رحب -كما وعدنا بذلك، وعوّدنا عليه.