نادي أُحد.. نادي الأنصار
هل ما زلتما على قيد الحياة
بقلم: حسين حمزة محمود عويضة
ماذا جرى للأندية الرياضية بالمدينة المنورة (أُحد والأنصار)؟
أندية المناطق والمحافظات الصغيرة والكبيرة بالمملكة تتطوّر وتزدهر، وأنديتنا في المدينة مريضة تكاد تحتضر.
معذرةً.. إذا بدأت الحديث عن الرياضة في المدينة بهذه المقدّمة المأساوية، فأرجو أن لا يلُومني أحد على هذا.
حيث أشعر بغُصّة وألم وحُزن وكدر لهذا الوضع، بعد صبرٍ طويل وانتظار أمل، قُلنا: لعلّ وعسى.
لكن ما أراه ويراه كل الرياضيين والمُحبّين لهذه المدينة الطاهرة -على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- أنّه لا أملَ يدنو، ولا فرجَ قريبا يجعلنا نتفاءل ونرى ناديي أُحد والأنصار بين الأندية الكبار، وتحت الأضواء.
لماذا لا يكون هذا؟.. فهُما لا يقلّان سُمعة، ولا صيتًا، ولا تاريخًا، ولا مجدًا عن أندية دوري المحترفين العظام، بل يُمكن القول، والتاريخ يشهد، إنّهما أسبق من الكثير من الأندية ميلادًا، وأقدميّةً، وسُمعة.
لكن، نحن في زمن ليس للعُمر، ولا للتاريخ، مكان ولا أهميّة إذا غاب التخطيط السليم، والعمل الجاد، والخبرة العالية، وروح التعاون والإخلاص، ولا سيما أن الرياضة في المملكة تعيش عهدها الزاهر في الإغداق والسخاء والعطاء والاهتمام اللا محدود من قيادتها الرشيدة -حفظها الله.
إنّ إدارات الأندية التي لا تستغل هذا الدعم المالي والمعنوي والإعلامي في ترتيب أوراقها، وتعديل مسارها، وتنظيم أدوارها، ورسم خارطة طريق صحيح لها، فهي عفوًا… لا تستحق القيادة، ولا أعتقد أنّها تسعى للريادة والسيادة.
لا أخفي سرًا إذا قُلت إنّ الذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع، وفي هذا الوقت بالذات، هو نفاد الصبر؛ لأنّنا كل عام، وفي مثل هذه الأيام، عند نهاية الدوري ينتظر أهل المدينة من الرياضيين والعاشقين لها، ينتظرون بشغف صعود أنديتهم لدوري المحترفين، دوري الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله.. هذا من حقّهم أن تكون أنديتهم ضمن هذه الأندية.
لكن، مع الأسف، لا حياة لمن تنادي؛ كأنّهما ضلاّ الطريق إلى المجد، حتى بتنا نملُّ ونيأسُ ونفقد الأمل، وبدأنا نقتنع أنّ “أُحد” استهواه المكوث في الدرجة الأولى، فظلّ يحفر لنفسه مكانًا فيها، والآخر “الأنصار” يقبع في الدرجة الثانية، ويظنّ أنه بهذا المركز بلغ الشُهب.
رسالة موجّهة لكل مُحب لمدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهلها الكرام ومُحبّيها القادرين على خدمة أنديتها الرياضية (أُحد والأنصار) بكل وسائل الدعم المعنوي والمالي والاداري أن ينهض ويُسرع لخدمة الناديين العريقين في مدينة سيّد الثقلين -صلوات الله وسلامه عليه.
فالأمر بات مُقلقًا ومُحزنًا لنا جميعًا، ونحن نرى أندية المناطق والمحافظات الأخرى تتسابق في حجز أماكن لها في الدوري الكبير، وأندية المدينة تأبى المجد وترضى بالقليل.
وفي الختام، لا أجد أملًا ومُنقذًا -بعد الله تبارك وتعالى- للرياضة في المدينة، إلاّ الاستعانة بأميرها الغالي المحبوب المُخلص المتفاني في خدمتها، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، بأن ينظر بعينه الثاقبة لهذين الناديين؛ ليكونا في مصاف الأندية المضيئة، فقد عوّدنا سموّه الكريم على أن يكون هو دائما طوق النجاة لنا -بعد الله سبحانه- نلجأ إليه في النائبات، وفي تصحيح المسارات، وإزاحة المُلمّات، ورفع العثرات.
نحن على ثقة كبيرة، يا سمو الأمير فيصل، أنّ هذا الأمر محل اهتمامكم وحرصكم الدائمين، لكن حُبّنا للمدينة، وثقتنا الكبيرة بسموكم الكريم، دفعانا وحفّزانا إلى أن نستنجد بكم في هذا الأمر.
والله المستعان، وعليه التّكلان.