كيف السبيل إلى الوقاية منك؟

نبدأ حالياً حقبة جديدة من الحياة بعد عزلة طويلة مختلفة وغريبة مررنا فيها بالكثير من الأحداث والمتغيرات، كتبها الله في ميزان حسناتنا جميعاً، وعادت الحياة إلى المجرى المفترض أن تعود عليه ولله الحمد، وعاد الموظفون إلى مقاعد العمل والطلاب إلى كراسي الدراسة والأمهات إلى أشغالهن وكبار السن إلى استرخائهم.

انتظرنا هذه العودة لمدة أطول من المتوقع وتعلمنا فيها الكثير من الهدوء والصبر والإنصات والإلتزام حتى وصلنا.
عودة العالم كله ببطء إلى الحياة الواقعية هو بسبب الحرص على سلامة الأشخاص الجسدية والنفسية والتأكد من التقليل من فرص الإصابة بالعدوى لنحيا حياتنا في نظام صحي أفضل من السابق.

وإكتمالاً لتحقيق هذه الرؤية لابد من تجاوب الأشخاص وفهم المبدأ الأساسي لها، وفي حين أن الوقاية من الإصابة بالفايروس تتطلب لبس معدات الحماية والأخذ بالأسباب العملية كتلقي جرعات التطعيم والحذر من الإختلاط بالمصابين أو المشتبه بهم، نجد أن التجاوب والتغيير والنقلة في الوعي العام تتمثل في الفئة التي صنعت منهم العزلة نجوم تلمع بعد تحديد مسارهم أو زيادة الدخل المادي، واختيار التخصص، وإعادة بناء العلاقات، وتجديد الهوايات، والفهم العميق للأهداف الشخصية وحب الذات ورعايتها، واجتماعات العائلة وقيمتها وأيضاً العمل من المنزل رغم كل الظروف، أما الفئات المتبقية فانقسمت إلى فئة تحاول التكيف حيث تحتاج إلى وقت واستقرار أكثر في العزلة ولكن بنتيجة إيجابية..

وفئة أخرى والتي هي الأغلب عادت التاريخ نفسه وظلت تلهث خلف مواقع الشراء والتفاخر بالجهل خلف مصطلحات وتفاصيل الشهرة والمشاهير وأين تقع أجدد المقاهي وجلسات الحكاوي والسهر، وإضافة أصدقاء جدد من مواقع التواصل الاجتماعي الذين توسعوا أكثر في الغرق إلى الأعماق وأصبحوا يركضون خلف القطيع بدلاً من المشي، وكل ما سبق هو عبارة عن تعزيز لأحد مخرجات العزلة المطولة بسبب فايروس كورونا (الله يشغله في نفسه لأنه قاعد يتكاثر ويجيب أحفاد متطورين وأذكى منه).. لذلك أحببت أن أوجه هذا المقال إلى السبيل للوقاية من بعض الأفراد من فئات المجتمع كانت في السابق تسلُك سلوكيات غير حميدة ولم تتعلم الدرس في العزلة ولابد من عمل المطلوب والمستطاع للوقاية منها، قد تكون أنت أحد هؤلاء الأشخاص فاحذر أن تستمر في سلوكك حيث ستعود عليك دائرة جزاء أفعالك..

ستكون الوقاية منك إذا كنت فايروس يتدخل في حياة الآخرين، أو معلم يحرم طلابه المعلومة، أو مدير يعطل ترقية موظف، أو مسؤول يتجاهل طلب فرد أو مصلحة جماعة، أو مستثمر ينصب على عُملاءه، أو تاجر يغش في منتجاته، أو صديق يدّعي المودة، أو أخ يحب لأخيه ما يكرهه، أو أب ينسحب عن رعيته ، أو أم تسرح مع مسلسلاتها، أو رجل يتفاخر بذكورته أو امرأة مهملة لذاتها.

لم تكن العزلة فترة بسيطة وليست سهلة على من فقد فيها عمله أو دراسته أو أمواله أو أحد مقربيه،
كانت قاسية وباطنها عميق، واختصرت على الأغلب دروس بالغة الحكمة في الحياة..
والآن تستطيع أن تتأكد أين موقعك من الإعراب بعدها..
ماذا تختار !

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟