
طفلة الكمامة
قصة: سارة الشريف
من أجل ريالات الكمامة استندت على وقود النار وتخيّرت مكانا يرتاده قادة المركبات كي تبيع بضاعتها، لم تبك قلة الحيلة ولم تمدّ يدها لتشتري شفقة العابرين بل فتحت لذاتها جسرا لجلب المال.
صغيرة لم تتجاوز العشر سنوات، ساقها حٌلمها للتعامل مع جغرافيا المكان، درست بفكرها المتواضع موقع البيع والشراء، لم تكترث برائحة الوقود وتأثيرها ولم تفكر في الخطر الذي يتربص ببراءتها بل جلست جلسة الثقة واليقين في الرزق القادم بأمر الرحمن.
الجميل في “طفلة الكمامة” إنها لا تطرق زجاج مركبة لتستجدي شراء بضاعتها بل تجلس بعزة وكأنها تدير أجمل مشاريع حياتها.
دوافع مجهولة ربما ساقت الصغيرة لعمل يحمل مذاق الخطر، ربما كانت الحاجة للريال، ومع رفضنا لاختيار المكان يبقى رضانا عن “قطرة العرق” التي تجلب الرزق الحلال.
من هي ؟ كيف اختارت المكان؟ كم تبيع في يومها ؟ أسئلة كنا نتمنى أن تجاوبنا الطفلة عليها ولكننا احترمنا صمتها وعدم رغبتها في ذلك .