
غاب الجمل وبقي ماحمل
قرن من الزمن على قصصه وحكاياته
حمل على ظهره حجاجا ومتاعا وأحلاما في رحلة العُمر
فروق في الأجرة بين الجمل حامل الحاج وحامل المتاع
عاش ناقلا معتمدا في رحلات الحج وأنهى مهمته 1342
هيئة المخرجين تتولى إحضاره و” المقومين ” تتولى تحديد سعره
قراءة: حديث المدينة
قبل 100 عام وتحديدا في عام 1342 حلّت السيارات بديلا عن الأبل في نقل ضيوف الرحمن بين مكة المكرمة والمشاعر والمدينة المنورة وجاء ” اللوري ” ليحمل عن الجمال تبعات الرحلة الشاقة التي حمل خلالها حجيجا ومتاعا وأحلاما أيضا.
وتحمل الأبل في ذاكرتها قصصا جامعة بين الترحاب والوداع والفرح والدموع وربما الفقد أيضا. وعلى الرغم من مرور قرن من الزمن على ذكريات الأبل مع الحجيج إلا أنها التاريخ لايزال يستعيدها مع كل موسم حج جديد.
هيئة المخرجين
قبل 100 عام كان نقل الحجيج من مكة إلى المدينة المنورة يتم عبر الجمال وفق نظام خاص تقوم عليه هيئة يٌطلق عليها هيئة المخرجين تتولى مسؤولية إحضار الجمال والجمّالة وتتبعهم جماعة أخرى تعرف بالمقومين مهمتهم تقدير حمولة الجمل من عفش الحجاج وركوبهم. وتقدر أجرة الجمل في بداية موسم الحج، فالجمل الذي يحمل الحاج له أجر، والجمل الذي لا يحمل إلا عفش الحاج فقط له أجر.
100 عام
يمثل 1442 تاريخا فارقا في عمر الحج حيث يعلن عن مرور قرن كامل على تسليم الأبل لمهمته التي طالت لسنوات طويلة وشهد الكل بأثرها وتأثيرها في أداء الملايين للفريضة وليُنهي مهمته عام 1342 مودعا مسماه الرسمي كناقل معتمد للحجيج لتقوم السيارات بهذه المسئولية بديلا عنه.
انتهت المهمة
في عام 1365 تم إيقاف العمل –رسميّا-بنظام المخرجين والمقومين وأنشئت بعد 3 سنوات فقط من هذا التاريخ وتحديدا في عام 1368 النقابة العامة للسيارات ومن بعدها النقابة العامة الثانية للسيارات والتي تعمل تحت مظلة وزارة الحج.
المرجع الأول
لم تكن بُعد المسافات وطول الطرق غير المُعبدة – وقتذاك -هي المشكلة الوحيدة التي يتحملها الجمل وراكبه بل تتعاظم المسئولية الكبرى على المطوّف الذي لا تقف مهمته عند حدود معرفة الطرق بل تزداد بوصفه المرجع الأول والأخير لدى الحاج، يسأله في كل شيء بدءا من المسافات وتوفير المياه وتأمين المبيت وترتيب أوقات السير والانتظار وانتهاء بشرح الأحاديث وتفسير الآيات.
على الطريق
يكون المشي خلال رحلة القافلة أثناء برودة الجو فقط وعندما تشتد حرارة الشمس في الظهيرة يتوقف الركب للراحة تحت ظل الأشجار ويعمد المسافرون أثناء الرحلة إلى أكل بعض الطعام كل على حدة مع أهل بيته بعد أن يترك المطية ترعى حولهم ومن ثم تواصل القافلة المسير إلى وقت الليل.
في الطرق الوعرة
قد يموت الحاج في طريق عودته إلى بلاده فيضطر رفاقه إلى دفنه في الطريق نظراً لبعد الديار، فلا يستطيعون حمله فإن كانوا قريبين من مورد غسلوه وكفنوه وصلوا عليه، ومن ثم حفروا له قبراً ودفنوه، أمّا إذا كانوا بعيدين عن الموارد، وكانت الأرض صلبة غسلوه وكفنوه، ومن ثم وضعوه في أحد الجبال وسدوا عليه قبره بالحجارة ومن ثم يواصلون المسير.
في ذاكرة الجمل
الحكايات التي ترويها المصادر الموثقة عن المعاناة والمشقة وبُعد المسافات وأطوالها وأحلام الحج التي تملأ قلوب ضيوف الرحمن لا يمكن مقارنتها بما اختزنه الجمل ذاته في صندوق ذكرياته والتي تجتمع فيها مفردات الفرح والحزن والسعادة والبكاء والرحيل.
تواريخ في رحلة الجمل
1342 استبدلت الأبل بالسيارات
1365 تم إيقاف نظام المخرجين والمقومين
1368 أنشئت النقابة العامة للسيارات
1372 أنشئت النقابة العامة الثانية للسيارات