
رشاش.. ماذا بعد؟
أكملنا مشاهدة الحلقات الثلاث الأولى لمسلسل ضخم الإنتاج عالمي الإخراج مثير بكل تفاصيله الفنية و(الأكشن) المبهر والمثير جدًا، وملاحظة التطور المأمول للسينما السعودية المبتعدة عما سلف من المشاهد الدرامية التقليدية والتي أصابنا الملل منها في الثلاثة عقود الماضية.
مسلسل (رشاش) والذي قوبل بتنظير سبق العرض بفترة كبيرة بين مؤيد ومعارض للعرض، لكنه بدأ العرض ولقي اهتمامًا كبيراً من شرائح مختلفة من المتابعين، ربما البعض اهتم به لأنه كان معاصرًا لتلك الفترة وتلك الأحداث التي كانت حديث المجالس حينذاك، والبعض الآخر ينظر للعمل من الناحية الفنية البحتة من أحداث درامية ووسائل إخراج جديدة في الإنتاج المحلي، والبعض الآخر ينظر بعين التوثيق لحقبة زمنية معينة لعله يجد فيها ما يسهم في تحليل الحالة السيكولوجية للمجتمع، والبعض الآخر ينظر بعين المتابع العادي الذي يبحث عن الترفيه في المشاهدة التلفزيونية، ومنهم -بعض الشباب والمراهقين- الذين بدأوا في إنتاج التصاميم الممزوجة بـ(شيلات الشعوذة والهياط).
وبالمقابل.. فالمأمول القادم أن نشاهد عملاً دراميًا بنفس المستوى أو أفضل، يُجسد بعض الشخصيات -المعروفة- التي يتردد ذكرهم في المجالس، وطرزت أسماؤهم سماء البطولة والشجاعة والشهامة والوطنية.
كم كبير من الشخصيات الوطنية التي يفخر بهم الوطن حين سطروا البطولات في عدة مواقف -منها على سبيل المثال لا الحصر- تطهير الحرم المكي الشريف في الحادثة الشهيرة، وعمليات الفخر والبطولة في تحرير الكويت، وبعض عمليات القضاء على مروجي المخدرات وما يسطره الأبطال في الحد الجنوبي.
مثل هذه البطولات نتطلع أن تتحول إلى صناعة سينمائية ترسخها في أذهان الأبناء، ليفاخروا بالجديرين بالفخر، وينتجوا تصاميمًا لرموز حقيقية، فالسينما لها أثر كبير في ترسيخ بعض المفاهيم الثقافية والاجتماعية، وهذا ما يعرفه الجميع من خلال السينما العالمية وما رسخت من مفاهيم ومبادئ وقيم لدى الشعوب.
وننتظر القادم المأمول من شركات الإنتاج السعودية، ولن يرض المشاهد بأقل وأضعف مما يشاهده حاليًا.