
ارسل بريدك .. السيارة تتحرك مرتين
أبرار نافع – حديث المدينة
قبل 86 عام وتحديدا في السابع عشر من ذي القعدة 1356هـ زفت الصحف بشرى وصول البريد إلى المدينة المنورة بالسيارات مرتين في الأسبوع بدلا من مرة واحدة وذلك يومي الأثنين والخميس من كل أسبوع – وفقا لما نشرته صحيفة صوت الحجاز- الأمر الذي ينقلك -تخيّليّا – لحجم الوقت الذي يستهلكه خطابك إذا حمل أمرا هاما وعاجلا من المدينة المنورة لأي منطقة والعكس ويحملك أيضا للوقت الذي يحتاجه الخبر سارا كان أو مُحزنا على السواء كي يصل إلى صاحبه بريديا .
ويمثل ساعي البريد الذي يتحرك على متن دراجته الهوائية صاحب الطرقات المفرحة على أبواب البيوت حيث كان الأشخاص يحتاجون إلى مراجعة مكتب البريد على الدوام من أجل مراسلة قريب أو صديق حالت المسافات بينهم وبين رؤيته فيدفعون بالرسالة إلى موظف البريد ويدفعون معها الرسوم ويمضون لأيام في شوق لرؤية ساعي البريد محضراً رسالة جوابية لهم.
ومع مشقة وصول البريد تأتي المفارقة في الهاتف الأرضي – وسيلة التراسل الأسرع – والذي كان يمثل حٌلما في ذلك التاريخ حيث تؤكد الاحصاءات أن 854 خط هاتف فقط موزعة بين الرياض والطائف ومكة وجدة والمدينة المنورة مما يجعل اقتناء الهاتف في هذه الآونة من نصيب المحظوظين.