
نخبة سفراء الحياة رؤية ورسالة
بقلم: ماجد محمد الحيسوني
أراقب عن كثب معظم الخطط الاستراتيجية التي تطرح من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة والتي تظهر للعلن بل وأدقق بكافة تفاصيلها وجدولها الزمني للوصول إلى تحقيق مستهدفاتها ونتائج خططها المرسومة.
لا شك أن ثمة عوامل عديدة تساعد على نجاح التخطيط الاستراتيجي لأي منظومة ما، أبرزها هو قيامها على نظام واقعي متكامل بعيداً عن التخمين والحدس، وأن تكون الخطة نابعة من واقع بيئة العمل التي تتفاعل معها، وأن يشترك جميع العاملين في وضع الخطة لضمان تفاعلهم عند التطبيق، وأن تحقق الأهداف العامة للتخطيط حاجة الأفراد والمجتمعات إلى تنمية وتطوير ذاتها.
أعتقد بأن ثقافة الشراكة بين الإدارة العُليا في أي منظمة وبين مَنسوبيها تُعزز من رؤيتها ورسالتها وقِيمها، واستراتيجية إشراك المُوظفين في التخطيط لصناعة المُستقبل وعرض مُقترحاتهم ومُبادراتهم هي إحدى الخُطط التكاملية الناجحة والتي تؤدي إلى الإرتقاء بمنظومة العمل.
استراتيجية هيئة الهلال الأحمر السعودي
أطلقت هيئة الهلال الأحمر السعودي استراتيجيتها الجديدة 2025م، التي تستهدف تطوير وتحسين جودة الخدمات الطبية الإسعافية وتطوير البنية التحتية والتنظيمية لأعمال الهيئة.
وهي تأتي وفق رؤية جديدة لتحقيق الريادة في حفظ الأرواح وخدمة الإنسان ومشاركة المجتمع؛ ولتواصل الهيئة مسيرتها في تحقيق السلامة وتخفيف المعاناة من خلال الخدمات الإسعافية والإنسانية التي يقدّمها سفراء الحياة بإتقان ودون تمييز.
الاستراتيجية ترتكز على سبع غايات رئيسة، تشمل الارتقاء بجودة الخدمات الطبية الإسعافية، وتطوير البنية التحتية والتنظيمية، وتعزيز الاستدامة المالية، وتطوير الخدمات الإنسانية والمجتمعية، إضافة إلى تعزيز واستدامة الموارد البشرية، وتنمية إيرادات الهيئة الذاتية وتعزيزحضورها على المستوى الدولي.
تستهدف كذلك الوصول إلى 14 هدفًا رئيسيًّا تغطي 40 مؤشرًا لقياس مدى تحقيق هذه الأهداف.. ولتحقيق هذه الأهداف، تضمنت الاستراتيجية 56 مبادرة، و170 مشروعًا، ستساهم في إحداث قفزة ملموسة في تطوير قطاع الخدمات الإسعافية بالمملكة خلال السنوات الخمس المقبلة.
مفهوم الشراكة بين الإدارة والموظف:
وفقاً لبحث جالوب أن المنظمات تحتاج إلى الاهتمام بالأولويات المحددة لإشراك الموظفين، فمن المرجح أن يصبح الموظفون منخرطين ومشاركين في عملهم إذا كان مكان العمل يوفر هذه العوامل.
وهذا الأمر يتضح جلياً في المشاريع والمبادرات التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر السعودي خلال الشهور الماضية، بدءاً من ملتقى همة ومرورا بملتقى سفراء التطوع ووصولا إلى مبادرة نخبة سفراء الحياة، والتي أوجدت حراكًا علمياً وفكرياً وثقافياً غير مسبوق لدى أوساط منسوبي الهيئة من مسعفين ومتطوعين وإداريين لتعزيز ثقافة (نبنيها سوا) وهو شعار الحملة التي أطلقته الهيئة منذ بزوغ فجر رؤيتها الطموحة، وللإستفادة التامة من كل كفاءة وموهبة وفكرة إبداعية يحظى بها كل فرد من أفراد هيئة الهلال الأحمر السعودي.
عندما يَبعث المَسؤول الأول برسالةٍ خاصة ومرئية إلى منسوبي الهيئة التي يرأسها مفادها بأن من ركائز صِناعة المُستقبل تفعيل مبدأ الشراكة والتعاون بين الجميع وتأسيس قاعدة بناء صلبة تنطلق من مُدرجها أسراب الأفكار الإبداعية الخَلاَّقة والتطويرية التي تُحلِّق بمنظومة العمل إلى فضاءات واسعة من الإنجازات المُتواصلة وإذكاء روح التنافس بين الجميع بل وتقديم الدعم اللازم لكل فكرة تُطرح ولكل جُهد يُبذل، فإننا أمام مرحلة مُغايرة من حيث التعريف السائد للمفهوم الوظيفي المُتعارف عليه وارتداء حُلّة جديدة تواكب رؤية المملكة ٢٠٣٠ التي أطلقها سمو سيدي ولي العهد حفظه الله وتُناسب التَّطلعات والآمال التي ستُعقد عليها من قِبل كُل مُبادر يبتغي تحقيق ما يدورفي خلده من أفكار ومُقترحات ظلَّت عالقةً في ذهنه لمدةٍ طويلة ولم تجدوعاءاً يستوعب ذلك الكم الهائل منها.
مشاركة الموظفين ليست مبادرة للموارد البشرية التي يتم تذكير المديرين بالقيام بها مرة واحدة في العام، بل هي مبادرة إستراتيجية رئيسية وتشكل إلهاماً وحافزاً يدفع بأداء الموظفين وإنجازهم والتحسين المستمر طوال العام، إنها النتيجة من كيفية تفاعل المنظمة مع الأشخاص لتحقيق نتائج الأعمال.
من رحم تعزيز استدامة الموارد البشرية وهي إحدى غايات الاستراتيجية المعلنة، تولد مبادرة نخبة سفراء الحياة والتي سأسلط الضوء عليها نظير ما تمتلكه من جوانب وأهداف ترفع من مستوى وجودة الخدمة الاسعافية المقدمة للمواطن وتنعكس ايجابا على مقدم تلك الخدمة الانسانية، وتعد رافدا من روافد استمرارية العطاء الوظيفي المتميز وبأداء يحقق أعلى معايير الخدمة الاسعافية المنشودة.
نخبة سفراء الحياة
انطلاقا من رؤية هيئة الهلال الأحمر السعودي وتماشيا مع مخرجات هذه الرؤية تبنت الهيئة آليات مبنية على البراهين وبمعايير عالمية لقياس رضا المستفيد حيث يقوم النظام بقياس رضا المستفيدين خلال مراحل الرحلة الاسعافية ابتداء من طلب الخدمة ومرورا بكفاءة المسعف وجودة النقل وانتهاء بالانطباع العام عن التجربة ككل.
كما يتيح النظام للمستفيدين إضافة تعليقات تتعلق بتجربتهم مع الخدمة الاسعافية، قد تكون هذه التعليقات سلبية تستخدم لتوجيه مبادرات التطوير والتحسين وقد تكون هذه التعليقات ايجابية تستخدم لتسليط الضوء على التجارب والجهود المتميزة، وقد كانت هذه الآليات هي اللبنة لهذه المبادرة، حيث قام النظام بجمع وتحليل التعليقات الايجابية ومن ثم يتم التعرف على سفراء الحياة الحاصلين على أعلى نسبة من التعليقات الايجابية ليتم ضمهم إلى مبادرة تكريم نخبة سفراء الحياة.
أعتقد بأن مبادرة تكريم تلك النخبة من سفراء الحياة هي إحدى لغات التحفيز المهمة ووجه من أوجه الشراكة الحقيقية بين الموظف والإدارة الناجحة، وهي تتويج لمسيرة عطاء وإنجاز يقطف ثمارها كل موظف قام بعمله بإتقان وتميز وبتقييم مباشر من المستفيد.
نشر موقع حساب هيئة الهلال الأحمر السعودي الرسمي الاتصال المرئي والمسموع لسعادة رئيس الهيئة الدكتور جلال العويسى بكافة هؤلاء النخبة من سفراء الحياة في كافة فروع مناطق مملكتنا الغالية،وبأجواء مفعمة بروح الفريق الواحد وسعادة الإنجاز، كانت عبارات الثناء والفخر هي السمة الغالبة على تلك الحوارات التي تحيي بذور الشغف والانتماء والولاء لهذا الجهاز الانساني العظيم.
بقعة ضوء :
تأثير الكلمة في حياة الناس جميعًا هو تأثير كبير جدًا، وأحيانًا كلمة “شكرا” التي يقولها المسؤول هي لغة من لغات التواصل المهمة وتحافظ على بيئة ومناخ العمل بشكل مميز، مما يعني شعور الموظفين بالراحة أثناء تأديتهم الأعمال المطلوبة منهم وتؤدي إلى زيادة الحماس والطاقة لديهم، فنحن أحيانًا كثيرة نقع في فخ أن هذا هو العمل المعتاد للموظف، وبالتالي فلا يحتاج إلى أي شكر على هذا العمل.
وصول :
سفراء الحياة أنتم حجر الأساس التي تبنى عليه إستراتيجية الهيئة الطموحة وركيزة أساسية من ركائز تحقيق أهدافها الانسانية المرجوة.