
رحمك الله.. يا أبا خالد
قبل صلاة الجمعة الأول من شهر ذي القعدة من عام 1442ه، غادر دنيانا الفانية إلى دار البقاء والخلود الأستاذ الفاضل والمربي القدير سعد بن فالح المغامسي… وكان لوفاته أثر كبير على محبيه وعارفي قدره ولا اعتراض على قدر الله وحكمه ولكن لساعات الفراق أثرها في نفسية الإنسان مهما كان صبره وجلده…
وأبو خالد رجل له وزنه في عالم الرجال وهو على قدر كبير من الرزانة والروية ومعرفة أقدار الناس…
له قاعدة عريضة من طلابه وزملائه الذين كان لهم شرف العمل معه أو تتلمذوا على يديه ويحظى بتقدير مميز في الوسط التربوي في منطقة المدينة المنورة وله أراءهـ التي تحظى باحترام وتقدير جميع المسؤولين عن التعليم بالمنطقة وكان الأستاذ عبدالعزيز الربيع يرحمه الله المدير الأسبق للتعليم في المدينة المنورة يجله ويحترمه وهو من مستشاريه الخاصين لمختلف القضايا التعليمية والتربوية والاجتماعية كما كان لأبي خالد دور بارز ايضاً في المجلس البلدي في منطقة المدينة المنورة ومجالس الحي بمركز الخدمة الاجتماعية وهو يرحمه الله ممن إذا تكلم او اقترح يسمع صوته ويؤخذ بآراءهـ…
لم أقابله إلا وهو يبتسم مهما كانت الظروف حوله مدلهمه يستوعب المواقف مهما كانت الصعوبات والعراقيل وهو من الذين يألفون ويؤلفون… لديه نظرة ثاقبة وفكر صائب ولا يبخل بالنصح لكل من لاذ به أو استعان بمشورته أو طلب مساعدته…
يحب أصدقاءه ويلتمس الأعذار لأي تقصير يبدر منهم ويحافظ على صداقتهم ولا يتوارى أو يسوف… يحب الخير لكل الناس ويفرح بانتشار الفضيلة ويقدس الوفاء ويقدر الأوفياء…
بيني وبينه الكثير من الألفة والصداقة والزمالة ولم أذكر مناسبةً لأفراحي أو أتراحي إلا وقد وجدت أبا خالد في المقدمة وبوفاته يرحمه الله أحدث فراغاً كبيراً في نفسي لهذا الصديق الصدوق الوفي…
مما يغبط عليه ولا نزكيه على الله سبحانه وتعالى أنه قد صلي عليه بالمسجد النبوي الشريف بعد صلاة عصر الجمعة الأول من شهر ذي القعدة عام 1442ه ووري جثمانه في بقيع الغرقد بجوار والده فالح وجده محمد يرحمهم الله جميعاً وقد اجتمع لأبي خالد شرف المكان والزمان…
لقد عرف عن أسرة أل فالح الطيبة والسماحة حيث رباهم والدهم الشيخ فالح بن محمد بن حمود بن فالح بن درويش بن حسن بن سرور بن حسن المغامسي العمري السالمي الحربي… رباهم على مكارم الاخلاق والاستقامة وطيب المعشر وحب الخير والفضيلة…
ويرجع الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في بروز هذه الاسرة كما قال لي أبو خالد نفسه يرحمه الله إلى الجد محمد بن حمود بن فالح، الذي غادر في يوم من الأيام وادي الصفراء إلى مكة المكرمة و طلب العلم بها ودرس على بعض مشايخ المسجد الحرام دراسة شرعية ثم عاد إلى مقر أسرته وقد أنار الله طريقة بالعلم والمعرفة ومحاربة البدع والخرافات الشركية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت… وأصبح مرجعاً لحل مشاكل المنطقة وبرز في موضوع توزيع المواريث بين الناس وكان ورعاً تقياً محباً للخير…
من أسرة (الفوالحة) أل فالح من المغامسة وهي أسرة كبيرة من أحفاد ذلك الرجل برز العشرات منهم ذكوراً وإناثاً يحملون شهادات عليا (الماجستير والدكتوراه) في الطب والهندسة ومختلف فروع العلم ومن بينهم مدرسون في مختلف فروع المعرفة زادهم الله توفيقاً واستقامةً وعملاً صالحاً…
رحم الله أخانا وصديقنا الأستاذ سعد بن فالح المغامسي وأنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وجمعنا به في جنات النعيم بفضله ومنه ورحمته… وإنا لله وإنا إليه راجعون