العطــاء

بقلم: سمية جلّون

العَطاء ومَا أدْرَاكَ مَاالعَطاء ،،

عِندَما نَبدأ بِالعَطاءِ تَتَحرّكْ كُلْ خَلَايا أَجْسَادُنَا إِلَى مَصْنع مِن عَطاءِالوَفْرة فِي الكَونِ بِأجْمَلِه وتَنْفَتِح لَنَا خَزَائِنُ السّماءِ التي لا تَنْفذْ كَمِياهِالمُحِيطاتِ التي لا تَرْكدْ فَمَا سَقَطتْ قَطْرَةُ مَاءٍ عَلى شيءٍ إلاّ و أَزْهَرتْومَا زُرِعَتْ بِذْرَةٌ فِي الأَرضِ إلاّ و أَثْمَرتْ ، ومَا ذَهَبَتْ مِن رِيحٍ إلاّ وأَتَتْبِخَيْرِها ، وما بُذِلَ جُهْدٌ مِن جَسَدٍ إلاّ وغَمَرَ الكَوْنَ بِالحُبْ ..

العَطاءُ يَصْدُرُ مِن نَفْسٍ و رُوحٍ لا تَنتَظِرْ يَدَ العَوْن بَل تَجْعلْ ذَاتَها العَوْنَلِكُلِ مَن حَوْلَها ، والعَطاءُ يَنْبُعْ مِن قَلبٍ لا يَتَرَدّدْ أو يَخْشَى النَقدْوالإسْتِهزاءْ ..

العَطاءُ يَنْطَلقْ مِن فِكرٍ يُبَادِر وَلا يَحْسِبُ خُطُواتِه أَوْ يَنْتَظِر رَدَ الجَمِيل ،ويَعْلَم جَيّداً أَنّ هَذَا الفِعْل يَصْبُو فِي مَجْرَى صَالِحِهِ كَنُقطْة بَيضَاءْ فِيكُوبِ قَهوَةٍ يَتَلذّذُ بِشُربِها الآنَ و فِيمَا بَعد  ..

العَطاءُ مِن شِيَمِ الذّيِنَ لاَ يَنْتَظِرُونَ حَتّى يُكْرِمُو غَيْرَهُم ، والإِلْهَام الذّييَجُولُ فِي حَنَايَا صُدُورِهِم يَبْدَأْ بِحِس الفِطْرَة فِي دَوَاخِلَهُم ويَنْتَهِيبِإبْتِسَامَةٍ عَلَى شِفَاهِهم .

فَمَن يُعْطِيَ عِلمَاً يَأتِيِهِ ذِكرَاً ومَن يُعْطِيَ عَمَلاً يَأتِيهِ أَجْراً ومَن يُعْطِيَمَالاً يَأتِيهِ فِكْرَاً ومَن يُعْطِيَ حَبّةَ قَمْحٍ يَأتِيهِ رِزْقَاً مِن حُيثُ لا يَعْلَم ، ومَنيُعْطِيَ كَلِمَةً طَيّبَةً يَأتِيهِ دُعَاءً ومَن يُعْطِيَ النَاسَ يَأتِيهِ عَطَاءُ الخَالِقِ حَتَىيُرْضِيهِ.

إِنْ أَرَدْتَ البِرَ فِي حَيَاتكْ فَاعْطِ مَا تُسْأل ومَا لَم تُسْأل ، فَإنَّ عَطَاؤُكَمِثْقَالَ ذَرّةْ وخَيْرَاً سَتَرَاهُ مَا حَيْيْت .

 

للاستماع للمقال:

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟