
هل كانت العشوائيات وراء زيادة الإصابات بـ كورونا في السعودية؟!
بقلم: أسامة يوسف
سُجّلت اول إصابة في السعودية بتاريخ 2مارس 2020، وسارعت المملكة إلى تطبيق إجراءات احترازية صارمة تدريجيا بدءا من تعليق العمرة والقادمين لأجلها، وتعليق التعليم في المدارس والجامعات، وتعليق الصلاة في المساجد، مرورا بتعليق العمل الحكومي، وبعدها إيقاف الطيران، والحظر الجزئي والحظر الكلي لبعض الأحياء في مناطق مختلفة، وآخرها منع التنقل بين المدن.
الملاحظ حاليا تزايد الأعداد؛ وهذا يرجع – بحسب تصريحات وزير الصحة وأيضا بحسب المتحدث الرسمي للوزارة- إلى زيادة عمليات الفحص والتقصي الوبائي. لكن الزيادة الأكثر تتركز في ثلاث مناطق رئيسة في السعودية، وهي منطقة الرياض ومنطقة المدينة المنورة ومنطقة مكة المكرمة. لماذا؟
رغم الالتزام الذي أشادت به الحكومة من غالية المواطنين والمقيمين بالبقاء في المنازل إلا أن هناك فئات لم تطبق التعليمات سواء بالتنقل بين الأماكن وبالسيارات أو بالزيارات في أو قات الصباح والاختلاط من غير ضرورة ولا حاجة.
هناك تساؤلات عن سبب زيادة الوفيات وتركزها في منطقة المدينة المنورة؟ وانتشار العدوى في أحياء معينة قد بادرت الجهات المعنية بملاحظتها وعزلها فورا. وهذه الإجابات بالتأكيد لدى الجهات المختصة التي طمأنت الجميع بأن الأوضاع تحت السيطرة وتكفّلت بتوفير الاحتياجات لقاطني هذه الأحياء.
وهنا نجد أن لدينا فرضية بأن هناك عاملان مهما في انتشار العدوى في هذه المناطق وهما: الأحياء العشوائية وإسكان العمالة غير الصحي التي تزيد من معدلات العدوى!
أولا: العمالة تنقسم إلى قسمين: عمالة نظامية في مجمعات سكنية، وهذه يسهل السيطرة عليها وفقا لنظاميتها ومعرفة مرجعيتها في حال حصول العدوى لا سمح الله، والقسم الثاني: العمالة التي تسكن مساكن مشتركة غير نظامية نسميها بما يشبه غرف (العزابية) التي تحوي الواحدة منها أكثر من 5 عمال أو في أحواش في مناطق نائية، وكل هذه البؤر تعد عاملا كبيرا في انتشار العدوى.
ثانيا: الأحياء العشوائية، وهي معقدة دائما بما تحوي من مشكلات أمنية وتنظيمية تزيد من خطورة التفشي، وتكثر فيها العمالة الوافدة ما ينذر بأهمية معالجتها وإزالتها تفاديا لأي مشاكل مستقبلية لا سمح الله.
تدخُّل قوات الحرس الوطني مؤخرا في الرياض ومكة المكرمة لمعالجة أوضاع الأحياء العشوائية وزيادة السيطرة على فوضى بعض سكانها يحتم ويؤكد ضرورة إزالة هذه الأحياء بصورة عاجلة.
أعتقد أن الالتزام شبه التام على مستوى المملكة – كما تثبت الصور والطلعات الجوية بالفيديو – كان سيقلل عدد الإصابات إلى حد كبير مقارنة بالوضع الحالي، ويرينا جميعا نتائج سريعة توازي ضخامة الجهود الهائلة التي تبذلها حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ممثلة في جميع القطاعات الحيوية.. لكن مع الأسف هناك عشوائيات تُسرِّب هذه الجهود وتضاعف من صعوبة التحديات.
وكلنا أمل أن تنفرج هذه الأزمة في أقرب وقت – بحول الله – .