واقع جديد

بقلم: سمية جلّون

 

سينتهي الحجر وتُدق الطبول ويخرج العالم إلى ممارسة ما اعتاد عليه لفترات طويلة ولكن..
هذه العودة لن تكون بذات النوايا والأهداف، ولن تكون بنفس وعي العقود السابقة، أو وعي تبرمجنا عليه منذ طفولتنا، حيث سنكون في واقع جديد، واحتمالات جديدة، واختيارات جديدة وتشافي جديد.
المختلف في هذه العودة ستكون بإضافة قيم ومعاني كل النعم التي بين يدينا وإضافة سلوك يُحسِّن من تقديرنا لها والإهتمام بها وشكر خالقنا عليها.
سنعرف قيمة السكون إلى دواخلنا والتفرغ للإختلاء الذاتي والشغف حول اكتشاف أنفسنا مقيدين بين جدران منزلنا.
سنعرف قيمة الصحة والعافية والتي لا تقدر بثمن وكيف أن المحافظة عليها ستحمي العالم أجمع.
سنعرف قيمة الموارد المتاحة لنا والتي تخدمنا إلى أبواب بيوتنا وسنقدّر كيف أنها صنعت الفرق في حياتنا وساهمت في استمرار إستقرارنا النفسي والجسدي..
سنعرف قيمة الحركة لتنشيط الدماء داخل عروقنا وحرق الدهون تحت جلدنا ونعمة إستمرار عمل جهازنا الهضمي بشكل سليم.
سنعرف قيمة الحصول على المال من خلال العمل والسعي داخل المنزل، وقيمة الوقت والإنجاز في مقر الرزق والإستمتاع بالنظام في الحضور والإنصراف..
سنعرف قيمة وجودنا ضمن عائلة ومأوى آمن وتواصل مباشر وأُنس حقيقي..
سنعرف قيمة عمل الأم وتفاصيل جهدها طوال أعوام بكل حب ودون تذمر..
سنعرف قيمة التربية الصالحة لإستغلال مدة الحجر المنزلي في كل ما يفيد أبنائنا وكيف نعينهم على المضي قدماً يوماً بعد يوم معاً حتى نجتاز هذه المرحلة.
سنعرف قيمة دعوات المناسبات الإجتماعية وصلة الأرحام وتواصل الجيران وتواجد الأصدقاء..
سنعرف قيمة الترفيه خلال الفترة الماضية وأهميته في تخفيف الضغط علينا ومشاركته مع أصدقائنا عبر الأجهزة الذكية والحواسب الرقمية..
سنعرف قيمة دور جنودنا البواسل في حماية الوطن وأبطال الصحة في حماية الفرد والمجتمع..
سنعرف قيمة أن هذا الواقع الجديد سيأتي لا محالة، وأن الأرض تتشافى بفضل الله، وسننتقل إلى مرحلة في بُعد مختلف تقسمنا إلى صنفين:
إمّا شاكراً
وإمّا كفوراً
وأن الله هو وليّ النعم، وهو ذو الفضل والمنة جل جلاله، وهو وأرحم الراحمين بنا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
تحتاج مساعدة؟